(ت ٢٣٠ هـ) . وخليفة بن خياط (ت ٢٤٠ هـ) في كتابيهما (الطبقات) وهما يمثلان دراسة شاملة لمراكز علوم الحديث في القرنين الأولين ومطلع القرن الثالث الهجريّ. بل أهملها أيضا كل من ابن حبان البستي (ت ٣٥٤ هـ) في كتابه (مشاهير علماء الأمصار) وابن خلّاد الرامهرمزيّ (ت ٣٦٠ هـ) في كتابه (المحدث الفاصل) عند ذكره للمدن والأقطار التي يكثر فيها العلماء ويقصدها الطلاب [١] . لا غرابة إذا في أن يرحل يعقوب بن سفيان منذ شبابه الى مراكز العلم المشهورة في عصره، وكانت الرحلة في طلب العلم شائعة في زمنه رغبة في سماع الحديث على أعلام المحدثين في المراكز المختلفة، وسعيا في تكثير طرقه، وطلبا للاسناد العالي، ورغبة في التحقق من صحة بعض الأحاديث، وحبا في التعرف على الشيوخ الكثيرين ومذاكرتهم [٢] . وقد تغرب يعقوب بن سفيان عن بلدته «فسا» ثلاثين عاما [٣] أمضاها في الرحلة الى المشرق والمغرب [٤] زار خلالها عدة من وأقطار ذكرت المصادر بعضها وسجل هو في تأريخه معلومات أوسع عن رحلته اليها.
مكّة
وقد استأثرت مكة باكبر عدد من زياراته وبأطول وقت من إقامته، حيث ذكر يعقوب انه قدمها في أول شهر رمضان سنة ٢١٦ هـ ولعل هذه هي زيارته الاولى لها، وقد مكث فيها أربعة أشهر ثم غادرها بعد هلال المحرم
_________
[١] الرامهرمزيّ: المحدث الفاصل ٢٢٩- ٢٣٣.
[٢] أكرم العمري: بحوث في تأريخ السنة المشرفة ٢٢٠- ٢٢١.
[٣] الذهبي: تذكرة الحفاظ ٢/ ٥٨٣، وابن كثير: البداية والنهاية ١١/ ٥٩.
[٤] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ق ٣٢ أ.
1 / 8