لا تزال بلاد الأناضولي إلى يومنا هذا على باهليتها، لم يتغير فيها شيء، وكلما سنحت فرصة وشاءت الحكومة أن تستفيدها بمد خطوط الحديد أو منح امتياز ينمي ثراء البلاد لعبت الجارات المجاورة لعبها، وحالت دون النجح، كما ظلت جارتنا العظيمة تعترض الحكومة في الخط الحديدي بين صامسون وسيواس. كل دولة تدعي لنفسها حقا قبلنا، ونحن لا نعترف بحق لواحدة منها، وربما جاء يوم تقبل فيه الجموع المتغلبة علينا تطأ مقابر الآباء والأجداد وتتخذ منا عبيدا وإماء، فتقول لنا يومئذ: أنتم لا تصلحون لأن تسوسوا بل تصلحون لأن تساسوا. هذه مكاتب أدخلوا فيها أبناءكم طوعا وإلا أدخلناهم كرها، وهاكم آلات الحرث والزرع فاعملوا طائعين قبل أن تعملوا مكرهين. تلك نعم يتصدقون بها علينا بعد أن ينالوا أعز شيء لدينا وهو الاستقلال. لا أحيانا الله إلى مثل تلك الأيام.
أرض تتكنفها القوقاس، وبلاد التركستان والعجم وخليجهم والبحار التي تجري فيها سفائن التجارة والاستعمار وترى منها أوروبا معقلا في شرقها يكاد ينيف على غربها، ويظل الحاكم والمحكوم مستغرقين في نوم لا تعقبه انتباهة ثم يدعوننا بسلام! هذا ما لا يكون أبدا.
جغرافية ولاية سيواس
سيواس هي إحدى الولايات الجسام التي اختطفت في الأناضولي، ينتهي شمالها إلى طرابزون ، وشرقها إلى أرضروم، وجنوبها الشرقي إلى معمورة العزيز، وجنوبها إلى حلب وأدنة، وغربها إلى أنقرة، وغربها الشمالي إلى قسطموني؛ فهي بين الدرجة الثامنة والثلاثين والدقيقة العاشرة وبين الدرجة الحادية والأربعين والدقيقة العشرين من العرض الشمالي، وشكلها شكل مثلث غير مستقيم الخطوط، وتبلغ مساحتها 83700 كيلومتر مربع، وعدد سكانها على ما جاء في إحصاء سنة 1325 هجرية هو كما يأتي:
968786
مسلمون ومنهم الأكراد والمستوطنون من مهاجري القوقاس
141643
أرمن
64501
أروام
Page inconnue