ينتظران بباب القصر.
مكبث :
جئني بهما. (يخرج الخادم.)
مكبث (مستمرا) :
ليست العبرة في أن تكون ملكا، بل العبرة في أن تكون آمنا. أخشى بنكو أشد خشية، فإن به من شارة الإمارة ما يجعله مهيبا رهيبا. عنده جرأة لا تقف لدى حد، مع حكمة تهدي سبيله، وتنجح مساعيه. وهو الرجل الفرد الذي أتقي بقاءه، وأشعر أن عقلي يتضاءل لدى عبقريته. كما كان قديما «مارك أنطوان» يتضاءل تجاه «قيصر». فاجأ الساحرات بأسئلته حين بشرنني بالملك، وأمرهن بالإجابة. فعندئذ بشرنه بمصير الملك إلى سلسلة طويلة من أعقابه. وهكذا جعل التاج الذي على رأسي عقيما، والصولجان الذي بيدي هشيما، ستنتقل الصولة غصبا من مقبضي، ولن يخلفني ولد من صلبي، فلئن صح ذلك فلأجل أبناء «بنكو» أكون قد دنست نفسي، ولأجلهم قتلت «دنكان» الرحيم، ولأجلهم خاصة سممت بالحقد كأس راحتي. أجل، ولأجل أن أجعل أولئك ملوكا الآن قد دفعت نفسي الخالدة إلى عدو الله ... أأبناء بنكو يكونون ملوكا؟! لأسهل من تحقق ذلك أن تتنزل أيها القدر فتواقفني في ميدان النزال، وتقاتلني إلى الاستبسال ... (يعود الخادم لاحقا به قاتلان.)
مكبث (مستمرا) :
من هنا. الزم الباب حتى أدعوك. (يخرج الخادم.)
مكبث (مستمرا) :
أليس أمس اليوم الذي التقينا فيه؟
الأول منهما :
Page inconnue