مكبث :
إذا كنت مفتريا أمرت بك فعلقت على أول شجرة ترى، وغادرتك عليها تموت جوعا، أما إذا كنت صادقا فلك إن أردت أن تفعل بي مثل ذلك. فما أنا عندئذ بالذي يكترث لشيء ... لأستجمع أفكاري. أخذ يدور في خلدي أن الشيطان خدعني بالألفاظ الملتبسة، وكذب علي بما قاله، على كونه إنما قال صدقا: «لا تخش شيئا حتى تزحف غابة برنم على دنستيان.» وها هي ذي الغابة تدنو من «دنستيان»، بل هذه الطلائع قد دنت من سور القصر على ما أرى. (ناظرا من النافذة)
كأنه ليس حوله حرس.
سلاحكم. سلاحكم. سلاحكم أيها البقية الأوفياء، لنخرج إليهم. لم تبق لي نجاة أقمت أم رحلت، لقد طفقت أتعب من ضوء الشمس، وبودي لو أرى فناء العالمين. اقرعوا جرس الاستصراخ، انطلقي يا رياح، هجوما أيها الدمار، إن كان القضاء قد حم فلا متنا إلا أبطالا. (يخرجون إلا سيتن.)
سيتن :
توالت الآفات على الملك في يوم واحد، ميتة امرأته، ومشية الغابة، ومفاجأة الطلائع لقصره قبل أن يتسنى له الفرار، لا بد أن يكون مولاي مدينا لله بكفارة كبيرة عن خطايا جسيمة كثيرة، لقد أفلحت حيلة أعدائه إفلاحا عجيبا. فإنهم تقلدوا الأغصان من غابة برنم ليخفى عددهم، ويشتغل الرقباء بمواجهتهم عن الطلائع التي تقدمت بانحراف من جانب آخر، فها هي ذي الطلائع قد جاءت وكل جندي في القصر مضمر لها التسليم. (يعود مكبث.)
مكبث :
قيدوني. شدوني إلى سارية كما يشد الدب، لا أستطيع الفرار، ولا بد من الكفاح إلى النهاية، أين ذاك الذي لم تضعه امرأة. هو دون سواه من أهابه الآن وأخشاه؟ (يدخل سيورد الفتى.)
الفتى سيورد :
ما اسمك؟
Page inconnue