175

Macarri

أبو العلاء المعري زوبعة الدهور

Genres

الفاطمية مذهب فلسفي، كما علمت، وقد أصبح أبو العلاء فيما أثبت وقرر في «اللزوميات» شيخها الأعظم وإمامها الباقي؛ فهو لم يدع شيئا يعني «المستجيب» إلى هذه الدعوة إلا ذكره له وفنده، وهو لا يقرر القضية مرة ومرتين بل يعالجها في كل أبواب كتابه الذي سميناه، فيما سبق ، كتاب المذهب .

ولما كانت الغريزة الجنسية أقوى ما في الإنسان، بل المخلوقات، من غرائز؛ لأنها مستودع بقاء النوع، فقد أكثر أبو العلاء الكلام على المرأة والنسل.

ومن طالع سيرة المعز والعزيز والحاكم الفاطميين رأى أبا العلاء لا يخرج، في حدود تعاليمه، عن تخوم آراء هؤلاء الأيمة الثلاثة. ومن أسعده الحظ وقرأ رسالة النساء الكبيرة في كتب الدروز يرى أن النبع واحد. كلهم يريد أن يقصي المرأة وينحيها خوفا من الفتنة، وغيرة على العرض.

ظن بعضهم، وأنا كنت من هذا البعض، أن المعري لم يرد أن يتزوج لأنه لا يريد أن يجني على أحد كما جنى أبوه عليه، ولكن ليس السبب هناك، إنما هناك سبب آخر وهو مذهب يؤثر العفة، ويحدد النسل عند الاضطرار، ولا يسمح بتعدد الزوجات، يثور للعرض المهصور ثورته للدم المهدور، ناهيك بأن تقليل النسل تقريب للساعة التي يسود فيها الخير هذه الدنيا.

قال أبو العلاء يتذكر شبابه:

سقيا لأيام الشبا

ب وما حسرت مطيتيا

أيام آمل أن أمس ال

فرقدين براحتيا

وأفيض إحساني على

Page inconnue