Les Meridies de Jérusalem

Al-Ghazali d. 505 AH
53

Les Meridies de Jérusalem

معارج القدس

Maison d'édition

دار الآفاق الجديدة

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٩٧٥

Lieu d'édition

بيروت

السُّؤَال الثَّانِي عشر فَإِن قَالَ قَائِل قد ذكرْتُمْ إِن الْمَانِع عَن التعقل هُوَ الْمَادَّة والاشتغال بِالْبدنِ فَمَا الدَّلِيل على أَن الْمَانِع هُوَ الْمَادَّة وَأَنه مَحْصُور فِيهَا قُلْنَا من علم الذَّات الْعَاقِلَة حَقِيقَة علم أَن الْمَانِع هُوَ الْمَادَّة وَذَلِكَ لِأَن الذَّات الَّتِي تتجلى فِيهَا حقائق الْأَشْيَاء هِيَ الْجَوْهَر الْمُجَرّد عَن غواشي الْأَجْسَام وَلَيْسَ فِيهِ مَا يكون بِالْقُوَّةِ وكل جَوْهَر هَذَا حَقِيقَته فانه يتأثر وَلَا ينفعل عَن الغواشي الغريبة فان تأثر عَن غاش غَرِيب فَيكون بِسَبَب الْمَادَّة لِأَن الْمَادَّة هِيَ الَّتِي تغشى لَهَا غرائب وعوارض فاذا كل مَا يكون عقلا فانه مُتَحَقق الذَّات مُجَرّد عَن الْموَاد وَلَا ينفعل وَلَا يتأثر وَلَا يكون مَا فِيهِ بِالْقُوَّةِ وكل مَا يكون لَهُ يكون دفْعَة وَاحِدَة السُّؤَال الثَّالِث عشر فان قيل مَا ذكرتموه هدم لقاعدة عَظِيمَة فان مساق هَذَا الْكَلَام يَقْتَضِي أَن يكون نفسنا جوهرا ماديا فانه مَعْلُوم أَنه يقبل المعقولات شَيْئا فَشَيْئًا ويتأثر وينفعل عَن الغواشي الغريبة فَلَو لم يكن جوهرا ماديا فَيَنْبَغِي أَن لَا يتأثر وَيحصل لَهُ المعقولات دفْعَة وَمَعْلُوم أَن الْأَمر بِخِلَاف ذَلِك قُلْنَا غفلت عَن دقيقة فَإنَّا قُلْنَا كل مَا يكون عقلا يكون مُتَحَقق الذَّات وَلَا ينفعل وَهَذَا مُوجبَة كُلية فعكسها يكون مُوجبَة جزئية وَهُوَ أَن بعض مَا يكون مُتَحَقق الذَّات وَلَا ينفعل يكون عقلا وَلَا يلْزم ان نفسنا تكون جوهرا مُتَحَقق الذَّات بريا عَن لواحق الْمَادَّة وَعَن صِفَات الْأَجْسَام نعم إِنَّمَا يقبل المعقولات شَيْئا فَشَيْئًا بِسَبَب انه يحْتَاج فِي كثير من المعقولات فِي أَكثر النُّفُوس إِلَى الِاسْتِعَانَة بِالْبدنِ وَلَا يطاوعه الْبدن وَلَا يشايعه

1 / 72