سمعوا الكلام ولم يروا جثمانه ظنوا به خضرا فتى ملكان
755
وله الرجال ذوو الحلوم لفقده
إذ كان ذلك أعظم الفقدان
756
وتفاقم الخطب الجليل وجلت ال
بلوى وأوحش ساكن الأوطان
757
وعداهم خبر السماء وأنكروا
تلك القلوب أشد ما نكران
758
جعل المهيمن قبره في أرضه
حرزا لأمته من القطان
759
تغشى الملائكة الأفاضل قبره
في كل صبح أحسن الغشيان
760
سبعون ألفا كلما عرجوا أتى
سبعون ألفا في الصباح الثاني
761
من زاره فكأنما قد زاره
حيا زيارة صحة وعيان
762
من زاره وجبت شفاعته له
فنجا من الزقوم والقطران
763
ولقد عرا الجدب المدينة مجحفا
بجمالها وبمعزها والضان
764
لاذوا بعائشة الطهور فأقبلت
بإشارة فيها صلاح الشان
765
أمرت بأن يلقى السماء بقبره ال
محشود بالأنوار والرضوان
766
فلقوا فأقبلت السماء فأخصبوا
فتفتق الأنعام باللحمان
767
وبقبره الملك الكريم موكل
ليبلغ التسليم للبعدان
768
لكن إذا ما المرء قام تجاهه
رد السلام على القريب الداني
769
وهو الطري بقبره ما للبلى
والحادثات عليه من سلطان
770
وإذا الفتى صلى عليه مرة
من سائر الآفاق والبلدان
771
صلى عليه الله عشرا فليزد
عبد ولا يجنح إلى النقصان
772
من لم يصل عليه إن ذكر اسمه
فهو البخيل وزده وصف جبان
773
وإذا أخل بذكره في مجلس
فأولئك الأموات في الحيان
774
روح المجالس ذكره وحياتها
وهدى لكل ملدد حيران
775
Page 36