33

Les Connaissances

المعارف

Chercheur

ثروت عكاشة

Maison d'édition

الهيئة المصرية العامة للكتاب

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٩٩٢ م

Lieu d'édition

القاهرة

وفي حجر «المهدي» نشأ ابنه «إبراهيم» أديبا شاعرا موسيقيا. ولقد شارك في التأليف، فألف كتابا في الأدب سماه «أدب إبراهيم»، وكتابا في الطبخ، وآخر في الطب، وكتابا في الغناء. إلا أنها كلها لعبت بها يد الزمان فضاعت فيما ضاع «١» . وتنتقل الأمور إلى الرشيد (١٧١ هـ- ١٩٣ هـ) ولم يكن دون سابقيه رغبة في العلم، وحبا للعلماء، وولوعا بالأدب. ولقد حكى عنه أنه كان يحفظ شعر ذي الرمة «٢» . ولقد أفسح للعلماء والحكماء والأدباء، وبذل الكثير من المال لنشر العلوم والفنون، وبلغت «بغداد» في أيامه مكانة لم تظفر بها مدينة في ذلك العهد. وأصبحت مهد الحضارة، ومركزّا للفنون والآداب، وزخرت بالأدباء والشعراء والعلماء والحكماء. وأنشئت فيها المراصد والمكتبات والبيمارستانات والمدارس. وإليه يعزى تأسيس بيت الحكمة، الّذي جمع له من الكتب شيئا كثيرا، وكان مجتمع المتصلين بالعلم، والمشتغلين بالفن، والراغبين في الأدب «٣» . ويلي الخلافة «الأمين» (١٩٣ هـ- ١٩٨ هـ) فتُشغل «بغداد» شيئا بالفتنة التي ثارت بينه وبين أخيه «المأمون» . ولكن الزمن لا يمتد بتلك الفتنة كثيرا حتى يمضى «الأمين» مقتولا، ويقبض المأمون (١٩٨ هـ- ٢١٨ هـ) على زمام الأمر، ويعود إلى «بغداد» نشاطها العلمي والأدبي.

المقدمة / 33