============================================================
يقول: هذه الإبل (كسن الظبي) أثناء كلها.
قال: (لم أر مثلها سناء قتيل) والسناء ممدود: الشرف. يقول: هذي الدية شرف لهذا القتيل، لأن أهله أعزة فتحكموا في ديته. ثم وصف الإبل فقال: (تقطع أعناق التنوط بالضحى) أراد أنها طوال الأعناق، والتنوط(1) طائر يعشش في أطول ما يمكنه من الأغصان، ثم يعلق العش في موضع لحج من الشجر فلا ينال، وربما أدخل الرجل يده في عشه إلى ساعده وأكثر. فيقول: فهذه الإبل لطول أعناقها تعطو الشجر فتنال اعشاش التنوط حتى تقطعها. وقوله (وتفرس في الظلماء أفعى الأجارع) يقول: هي محمرة، شداد الأخفاف، صلابها، فهي تخبط الأفاعي فتقتلها. وأصل الفرس دق العنق، ومنه: فريسة الأسد، ثم جعلوا كل قنل فرسا. والأجارع: واحدها أجرع وجرعاء، وهي الأرض السهلة ذات الرمل.
قال ابن دريد: وأنشدني أيضا: فا كان قمري بصارورة اخوك ولا جاور الفروقدا ى عياضا ولم اش ويتل في سلوة أنقدا(1) هذا رجل قتل أخوه وهو (عياض) فقتل أخ قاتله. وقوله (بصارورة): كان الرجل في الجاهلية إذا أصاب دما فلجأ إلى الحرم لم يهج، وقيل دغوه فإنه ى فيامن، ولم يجاور رجلا منيعا كمنعة الفرقد. وقوله (أيثوي عياضا ولم أثث يقول: أيقتل عياضا ولم أثثر؛ أي آخذ ثاري. وقوله : (ويحتل في سلوة) أي في سلوة من العيش وأمن. و(أنقد) مثل. وأنقد هو القنفذ، والقنافذ لا تكون إلا في (1) بضم ففتح فكر.
(1) من البحر المتقارب.
Page 33