منشأ الخلاف حول بعض صفات الله ورؤيته في المسلمين من درسنا آراءهم في صفات الله المذكورة وفيهم من يتلو في رد تلكم الاقوال، قول الله تعالى: " لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار ". ويقول: ان قول الله " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " أي إلى أمر ربها ناظرة " أي منتظرة وذلك مثل قوله تعالى في حكاية قول اولاد يعقوب لابيهم " واسأل القرية التي كنا فيها " أي وأسأل أهل القرية " قدر (امر) في تلك الاية وفي قد هذه الاية (أهل) وهكذا تؤول سائر الايات التي ظاهرها يدل على أن الله تبارك وتعالى جسم. ويسمون اهل تلك الاقوال بالمجسمة والمشبهة أي الذين يشبهون ربهم بمخلوقاته ويقولون انه جسم. ويروون عن الامام جعفر بن محمد الصادق انه قال: من زعم ان الله فوق العرش فقد صير الله محمولا ولزمه أن الشئ الذي يحمله أقوى منه، ومن زعم أن الله في شئ، أو على شئ أو يخلو منه شئ أو يشغل به شئ فقد وصفه بصفة المخلوقين والله خالق كل شئ، لا يقاس بالقياس ولا يشبه بالناس، لا يخلو منه مكان، ولا يشتغل به مكان (1). يستشهدون بقول الامام علي (ع): ان الله لا ينزل ولا يحتاج أن ينزل وانما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص وزيادة وكل متحرك يحتاج إلى من يحركه أو يتحرك به فاحذروا في صفاته من أن تقضوا له على حد تحدونه بنقص أو زيادة أو تحريك أو تحرك أو زوال أو استنزال أو نهوض أو قعود (2). وقال الراوى للامام علي بن موسى الرضا: انا روينا ان الله عزوجل قسم لموسى الكلام ولمحمد الرؤية فقال أبو الحسن - الرضا - فمن المبلغ عن الله عزوجل إلى الثقلين الجن والانس " لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار ولا يحيطون به علما وليس كمثله شئ اليس محمدا (ص) قال: بلى، قال: فكيف يجيى رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم انه جاء من عند الله وانه يدعوهم إلى
---
(1) راجع الكافي ج 1 / كتاب التوحيد والتوحيد للصدوق والبحار للمجلسي ج 4 ط الجديدة. كتاب التوحيد (2) الكافي باب ابطال الرؤية. التوحيد للصدوق. البحار للمجلسي ج 4 باب نفي الرؤية.
--- [32]
Page 31