Les repères des deux écoles
معالم المدرستين
Année de publication
1410 - 1990 م
- 2 - بعض ما شاهدت من آثار الخلاف بين أبناء الأمة الاسلامية اعتمدت في ما أشرت إليه آنفا من تكفير المسلمين بعضهم البعض الاخر وما سأذكره منها في ما يأتي مع أنواع من استدلالهم بالإضافة إلى ما ورد في الكتب المطبوعة إلى مشاهداتي في أسفاري إلى البلاد الاسلامية واجتماعي بعلماء فرق المسلمين ومفكريهم وأبناء شعوبهم وخاصة في سفراتي الشعر لحج بيت الله الحرام.
في السفرة الأولى وكان مما رأيت في سفري الأول للحج على عهد الملك عبد العزيز آل سعود: ان ركبنا - ركب الحاج العراقي - عندما بلغ مدينة الرماح من بلاد الحكومة السعودية، مكثنا فيها أربعا وعشرين ساعة واشتركنا جميعا في أداء الفرائض جماعة بمسجدهم ولما دنت ساعة الرحيل اجتمع علينا لفيف من أهالي المدينة يشاهدون رحيلنا فحضر حشدهم من بدا عليه انه كان من ذوي معرفتهم، وخطب فيهم وأشار إلى افراد الحاج وقال " هؤلاء مشركون " وقال أيضا " هؤلاء يبكون على الحسن والحسين " ثم أشار إلي وقال: " هذا مطوعهم لو يطيح بيدي اذبحوا والطع دمو " فانبرى له أحد الحجاج وقال " لماذا نحن مشركون نحن حججنا بيت الله، زرنا قبر النبي... " فإذا به يرعد ويزبد ويقول له:
" أشركت، لو يجي أبو أبو سعود ما يحامي عنك. ويش محمد: محمد رجالا مثلي " أي لا يستطيع الملك بسلطته ولا يستطيع جده سعود ان ينجيك مني. وأي شئ كان محمدا محمد كان رجلا مثلي وقد مات وانتهى اثره.
فارتعد الحاج العراقي وقال: ماذا أقول؟ ماذا أقول؟ فقال له: قل ما هو ضار الا الله، ما هو نافع الا الله، فردد الحاج ما لقنه إياه، فانبرى له حاج عراقي آخر وقال له:
Page 19