Macahid Tansis
معاهدة التنصيص
Chercheur
محمد محيي الدين عبد الحميد
Maison d'édition
عالم الكتب
Lieu d'édition
بيروت
حَتَّى إِذا كَانَ بِأَرْض بني أَسد بَين شرج وناظرة فَبينا هُوَ يسير ظلامًا إِذْ جالت بِهِ نَاقَته فصرعته فاندقت فَخذه فَبَاتَ مَكَانَهُ حَتَّى إِذا أصبح غَدَتْ جواري الْحَيّ يجتنين الكمأة وَغَيرهَا من نَبَات الأَرْض وَالنَّاس فِي ربيع فَبَيْنَمَا هن كَذَلِك إِذْ أبصرن نَاقَته تجول وَقد علق زمامها بشجرة وأبصرنه ملقى ففزعن مِنْهُ وهربن فَدَعَا بِجَارِيَة مِنْهُنَّ فَقَالَ لَهَا من أَنْت قَالَت أَنا حليمة بنت فضَالة بن كلدة وَكَانَت أصغرهن فَأَعْطَاهَا حجرا وَقَالَ لَهَا اذهبي إِلَى أَبِيك فَقولِي إِن ابْن هَذَا يُقْرِئك السَّلَام فَأَتَتْهُ فَأَخْبَرته فَقَالَ يَا بنية لقد أتيت أَبَاك بمدح طَوِيل أَو هجاء طَوِيل ثمَّ احْتمل هُوَ وَأَهله حَتَّى بني عَلَيْهِ بَيْتا حَيْثُ صرع وَقَالَ لَا أتحول أبدا حَتَّى تَبرأ وَكَانَت حليمة تقوم عَلَيْهِ حَتَّى اسْتَقل فَقَالَ أَوْس فِي ذَلِك
(خذلتَ عَليّ لَيْلَة ساهرة ... بصحراء شَرْج إِلَى نَاظرَهْ)
(تُزَادُ لياليَّ مِنْ طولهَا ... فليستْ بِطَلقٍ وَلَا شاكرهْ)
(أنُوءُ بِرجلٍ بهَا وهيْهُا ... وأعْيتْ بِها أخْتها العاثره) // المتقارب //
وَقَالَ فِي حليمة
(لَعمْرُك مَا ملَّتْ ثواء ثويها ... حليمة إِذْ أَلْقَت فِرَاشِي ومقعدي)
(ولكنْ تلقتْ باليدينِ ضمانتي ... ومل بشرج مالقبائل عودي)
(وَلَو تُلهها تِلْكَ التكاليفُ إنَّها ... كَمَا شِئتَ من أكرومةٍ وتخرد)
(سأجزيك أَو يجْزِيك عني مثوّب ... وقصرك أَن يثني عَلَيْك وتحمدي) // الطَّوِيل //
ثمَّ مَاتَ فضَالة بن كلدة وَكَانَ يكنى أَبَا دليجة فَقَالَ فِيهِ أَوْس يرثيه
(يَا عينُ لَا بدَّ منْ سكبٍ وتَهمال ... على فضالةَ جَلَ الرُّزءُ والعالي) // الْبَسِيط //
1 / 134