فاندفع مينا قائلا: ومن هو بنيامين؟ أتقصد الأب المبارك البطريق؟
فقال قيرس متماسكا: نعم البطريق اليعقوبي بنيامين. بنيامين الذي كان السبب في كل ما حدث من الاضطراب والاصطدام، ولولا مخالفته وإصراره على العناد لما وصلنا إلى هذا الذي وصلنا إليه.
ولكن دعنا من الماضي. يجب أن يعود السلام إلى صفوفنا إذا أردنا مقاومة هذا العدو المخيف.
وكان مينا ينظر إلى يديه النحيلتين وهو صامت ويقبض أصابعه وينشرها في شيء من الاضطراب.
واستمر قيرس قائلا: لست أشك أنك تقدر على الوصول إلى بنيامين، أنت من أقرب أصحابه إليه، ولن تجد صعوبة في معرفة مكان اختبائه. ولست أطلب منك إلا أن تحمل إليه نبأ سارا فيه خير له وللجميع. هذا كتاب قيصر إليه بالعفو عن كل ما سلف. فما رأيك في إيصال هذا الكتاب إليه؟
ومد يده إلى منضدة فأخذ قرطاسا ملفوفا بقطعة من الحرير المذهب ورفعها نحو مينا.
ولكن نظرة مينا الجامدة لم تتغير وبقي ثابتا في مكانه.
فاستمر قيرس قائلا في ابتسامة متكلفة: أنت ما زلت شابا يا مينا بن حنا. سنرد كل أملاكك إليك، وكل الأموال التي صودرت تعود إليك. وأنت تعلم أن قيصر يعرف كيف يكافئ أصدقاءه. ولكن الأهم من كل هذا أننا في ساعة حاسمة تحتاج إلى أن نقف جميعا صفا واحدا. وإذا عاد بنيامين إلينا ووضع يده في أيدينا لم يجد هذا العدو ثغرة يطعننا منها ويقضي على استقلالنا. أظنك لن تتردد في الذهاب إلى بنيامين ...
فانتفض مينا قائلا: أهكذا تتحدث عن الأب المقدس؟ أهكذا تعيد علي اسمه قائلا «بنيامين»؟ ألا فاعلم أنه هو الأب المقدس بطريق القبط يا قيرس.
فاستمر قيرس قائلا في جمود: هذا خلاف لفظي بسيط يا مينا بن حنا. هو إذا شئت الأب المقدس البطريق. وأحب أن أضيف إلى ما قلت لك إنك إذا نجحت في مسعاك وعدت إلينا مع البطريق فستجد السعادة في انتظارك. ستجد هنا زوجتك وأمك يفتحان لك أذرعتهما.
Page inconnue