Avec la Musique : Souvenirs et Études
مع الموسيقى: ذكريات ودراسات
Genres
Cubism
وجماعة الستة
Les six ، أو بين سترافنسكي والسيريالية ... إلخ. بل إن البعض قد أجرى مقارنات بين هاندل وجوتو
Gioto ، وبين باخ وليوناردو دافنشي، وبين بيتهوفن وميكلانجلو (وفي هذه الحالة الأخيرة، أجرى البعض مقارنات تفصيلية بين سيمفونية بيتهوفن التاسعة وبين تصوير ميكلانجلو للكنيسة السستينية)، وكذلك بين موتسارت ورافاييل، ولاحظوا في هذه الحالة الأخيرة أن هذين الفنانين قد توفيا في نفس السن، وبسبب نفس المرض، وكانت لديهما نفس الفكرة عن الجمال في ذاته، المبني على الاستمتاع برشاقة الخط أو النغمة.
تلك، على أية حال، مقارنات قد لا تكون تفاصيلها - مهما بدت مقنعة - مقبولة لدى الجميع، ولكنها تدل على وحدة عميقة في المنبع الذي يستقي منه الفنان في جميع الميادين، ولا سيما الموسيقى والتصوير، وحيه وإلهامه.
الموسيقى والرقص
على أن هناك فنا آخر - يمكن أن يعد من بين الفنون المكانية - يحتل فيه الإيقاع الأهمية الأولى، بل يعده البعض أقوى الفنون كلها ارتباطا بالإيقاع، وأعني به الرقص. وكلنا نعرف تلك التسمية التي تطلق في بلادنا على أنواع معينة من الرقص، وأعني بها تسمية «الرقص التوقيعي»، كما نعرف أن أول وأبسط مبادئ تعلم الرقص هو الإحساس بالإيقاع والتجاوب معه والانفعال به.
لقد كان الرقص مرتبطا بالموسيقى منذ أقدم العصور، ولا يكاد يوجد حد فاصل بينهما في التجارب الفنية لكثير من الجماعات البشرية التي تتسم حياتها بالبساطة؛ فدق الطبول أو التصفيق بالأيدي، في الريف المصري مثلا، يندر أن يكون غاية في ذاته، بل هو في كل الأحيان تقريبا وسيلة إيقاعية لتنظيم حركات الرقص. بل إن الارتباط بين الموسيقى والرقص كان في بعض المجتمعات يتخذ مظهرا مقدسا؛ إذ كان جزءا لا يتجزأ من صميم الشعائر الدينية التي تؤديها الشعوب البدائية تقربا إلى الآلهة أو تمجيدا للطبيعة. وما زلنا حتى اليوم نرى الزنوج في أمريكا يلجئون إلى الرقص المصحوب بالموسيقى أو بالغناء تعبيرا عن مشاعرهم في أكثر المواقف جدية وأبعدها عن السطحية أو الاتجاه إلى الترفيه والتسلية، كما هي الحال في المظاهر التي تطالب بالحقوق المدنية، أو التي تحتج على التفرقة العنصرية أو على الفقر أو حرب فيتنام.
ونتيجة لهذا الارتباط الوثيق بين الرقص والموسيقى كان الأقرب إلى الصواب أن نصفه بأنه فن مختلط مشترك يجمع بين التعاقب الزماني والتشكيل المكاني؛ فهو لا يستطيع أن يوجد بدون الموسيقى، التي تملك قوة محركة لا تقاوم، وتدفع الجسم - بفضل إيقاعها - إلى تتبع مجراها والانقياد له. ولكن حركة الموسيقى بدورها تستمد من الرقص الذي يضفي عليها حيويتها وقوامها. بل إن من الباحثين من يرون أن الرقص كان، بالنسبة إلى الموسيقى الغربية، أحد عاملين كان لهما في تطورها أكبر الأثر. أما العامل الآخر فهو الكنيسة المسيحية. ومن الغريب، والجدير بالذكر، أن تأثير الرقص كان مضادا لتأثير العقيدة المسيحية؛ إذ إن الأول أعطى الموسيقى جسدا، والثانية أعطتها روحا. ومن هنا كانت محاربة الكنيسة للرقص، حتى في داخل الموسيقى نفسها، ومحاولتها أن تجعل للموسيقى روحا مستقلة عن جسمها الإيقاعي.
ومع ذلك لم تنجح جهود الكنيسة في الفصل بين هذين الفنين اللذين يرتبطان في أصل واحد مشترك، ويعبران معا عن الشعور تعبيرا تلقائيا. بل إن الرقص قد ظهر، حتى في الأغاني الدينية الشعبية ذاتها، منذ القرن الوسطى، وأصبح بناء هذه الأغاني يتخذ في كثير من الأحيان طابعا راقصا. وعن طريق تأثير البناء الراقص أمكن إيجاد توازن بين العاملين الحسي والروحي في الموسيقى، وانعقد لواء النصر للاتجاه إلى تأكيد أهمية الرقص في فن الباليه، الذي يمتزج فيه إيقاع الموسيقى بإيقاع الجسم البشري وبنزوعه إلى التسامي بمادة البدن والتغلب على ثقل الجسم وجاذبية الأرض. وظهر عدد من الموسيقيين الذين خصصوا أحسن وأهم ما ألفوه من أعمال لموسيقى الباليه ابتداء من رامو
Page inconnue