ولم يكن بينهم اي تعاون اوادنى تجاوب.
نعم قد مضت تلك العصور ، وظهرت فى تاريخ الاسلام صحائف مشرقة مملوءة بنور الايمان ، والاخوة الاسلامية فقامت جماعة من المصلحين المجاهدين بالدعوة الى الاصلاح ، والاتحاد. فادركوا ان آخر هذا الدين لا يصلح الا بما صلح به اوله ، واعلنوا ان المستقبل للاسلام ، و « ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ».
فدعوا الى اتباع الكتاب والسنة. ورفض العصبيات : العصبية الشعوبية ، والعصبية المذهبية والقبيلية ، فادوا رسالتهم فى شرق البلاد الاسلامية وغربها ، ورزقهم الله توفيق فى توحيد الكلمة ، وجمع شمل الامة فاثرت اعمالهم الاصلاحية فى نفوس المسلمين اثرا جميلا ، ولبى دعوتهم جم غفير من الغيارى على الاسلام من العلماء الافذاذ وغيرهم.
فكان من ثمرات هذه الجهود الجبارة بل ومن احلى اثمارها تأسيس دار التقريب بين المذاهب الاسلامية فى القاهرة ، واصدار مجلة « رسالة الاسلام » العالمية التى جعلت شعارها قوله تعالى « ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون » وكتب فيها من كتاب المذاهب ودعاة الخير والاصلاح ، ورجالات الاسلام جماعة من المشايخ ، والاساتذة ، فحققت مساعيهم كثيرا من اهدافهم فى رفع التدابر. والتنافر.
وكان من فوائد هذه الجهودعرض عقائد كل من الفريقين على الاخر بعد ان لم يكن لاكثرهم معرفة بمذهب غيرهم فى الاصول والفروع وكان ها الجهل سببا لتكفير بعضهم بعضا فى الازمنة الماضية فعرفوا اتفاق الكل فى الاصول ، وان بعض الخلافات التى ادى اليها اجتهاد كل فريق لا يضربا لتقريب والتفاهم بعد اتفاق الجميع فى الاصول.
Page 11