وبعد ذلك كله فنحن نكره ان نتكلم فى نية محب الدين ، وانه اراد اثارة الفتن ، وخدمة اعداء الاسلام ، واعانتهم على هدم كيان المسلمين فالله هو العالم بالضمائر ، فلا نريد ان نسير معه فى مقالاته ، ونوضح اخطاءه وعثراته ، بل نريد تخيص اذهان بعض اخواننا من اهل السنة. وتطهيرها من هذه التهم والافتراءات ، وجعلنا كتاب الخطوط العريضة مورد البحث والنقد لانه بالغ فى التهجم على الشيعة واتى بكل ما اراد من الكذب والبهتان ولم نعارضه بالمثل ف « انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله واولئك هم الكاذبون » (1) بل لم نتعرض لما عند اهل السنة من آراء شاذة فى الفروع والاصول ، وما نسب اهل الاعتزال الى الاشاعرة والاشاعرة الى المعتزلة. واتباع بعض المذاهب الى غيرهم وما حدث بينهم من المجادلات الكلامية فى الكلام. وخلق القرآن ، وغيره. وتكفير بعضهم بعضا الا ما دعت الحاجة اليه لتوضيح المراد. وتحقيق البحث والتنقيب فانا لا نرى فائدة فى نقل هذه المناقشات الاضعف المسلمين وتشويه منظر الدين ونأخذ بما ادبنا الله تعالى به فقال سبحانه.
ولا تستوى الحسنة ، ولا السيئة ادفع بالتى هى احسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كانه ولى حميم (2).
ونقول :
ربنا اغفر لنا ، ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ، ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا انك رؤف رحيم (3).
Page 18