Le Principe et la Résurrection
المبدأ والمعاد
Chercheur
قدمه وصححه : الأستاذ السيد جلال الدين الآشتياني
Numéro d'édition
الثالثة
Année de publication
1422 - 1380ش
تنبيه تقديسي كل ما كان وجوده في نفسه أتم فمعقوله في الذهن أتم إذ الحقائق إنما تحصل في العقل بأنفسها لا بأظلالها وأشباحها فعلى حسب وجودها خارج عقولنا يكون معقولها مطابقا لموجودها فإن كانت كاملة الوجود كالدائرة والمربع والعدد وأشباهها كان المعقول هي أيضا معقولا تاما لأنها في أنفسها كاملة الوجود وإن كانت ناقصة الوجود كالحركة والزمان والهيولى وأشباهها كان المعقول منها معقولا ناقصا إذ هي في أنفسها ناقصة الوجود وهذا المعنى في العلم الذي لا يكون بالارتسام والتمثيل بل بمجرد الإضافة الإشراقية أوضح فإن المعقول هناك بعينه الموجود الخارجي فإذا كان الواجب القيوم من فضيلة الوجود في أعلى أنحائه ومن كمال الفعلية في أرفع المراتب.
فحينئذ يجب أن يكون المعقول منه على نهاية الكمال أيضا وحيث نجد الأمر على خلاف ذلك فينبغي لنا أن نعلم أن هذا ليس من جهته إذ هو في ذاته على الكمال الأقصى ولكن لضعف عقولنا وانغماسها في المادة وملابستها القوى والأعدام يعتاص إدراكه وتعسر تعقله على ما هو عليه في ذاته فإن إفراط كماله وشدة نوريته يبهرها فلا تقوى على إدراكه على التمام وإن كنا نعقل سائر الأشياء بإفاضته وإشراقه أو لا ترى أن الضوء المحسوس الذي هو أول المبصرات وأكملها وأظهرها وبه تصير المبصرات التي هي مبصرة بالقوة مبصرة بالفعل ينبغي أن يكون ما هو أشد منه وأتم كان إدراك البصر له أكثر ولما وجدنا الأمر على خلاف ذلك فعلمنا أن هذا ليس لخفائه ونقصه بل لشدة كماله في النورية المحسوسة تبهر الأبصار وتكل الحاسة عن إدراكه ويضعف فكذلك قياس كمال الحق الأول وقوة لمعانه ونقص عقولنا وضعفها وكلالها عن إدراكه وبما بيناه تحقق أن الأشياء التي يكون المعقول منها لنفوسنا ضعيفا ولا ندركها حق إدراكها على ما هي عليه في أنفسها على ضربين: ضرب ممتنع ذلك في حقه من قبل
Page 136