Le Déploiement et les Campagnes
المبعث والمغازي
Genres
فأشرف عليهم عكاشة بن محصن، وقد كان حلق رأسه، فلما رآه القوم وقالوا عمار لا بأس عليكم منهم، وتشاور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم، وذلك في آخر يوم من رجب.
فقال القوم: والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم، ولئن قاتلتموهم لتقاتلنهم في الشهر الحرام.
فتردد القوم ثم أجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم، وأخذ ما معهم، فرمى واقد بن عبد الله الحنظلي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان والحكم، وأفلتهم نوفل حضرا.
قال أهل التاريخ:
وكان قتل عمرو بن الحضرمي أول دم هريق في الإسلام.
قالوا: وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام.
فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا.
فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا.
وقالت قريش: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدماء، وأخذوا الأموال وأسروا الرجال، فقال: من يرد عليهم من المسلمين بمكة، إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان.
قالت اليهود: "عمرو الحضرمي قتله ابن واقد، عمرت الحرب وحضرت الحرب ووقدت الحرب" فجعل الله ذلك على الكفار.
فلما أكثر الناس في ذلك، أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم:
Page 277