Le Déploiement et les Campagnes
المبعث والمغازي
Genres
رد أقبح رد، حضر الموسم واجتمع نفر من الأنصار، فيهم من بني النجار معاذ بن عفراء، وأسعد بن زرارة، ومن بني زريق رافع بن مالك وذكوان بن عبد قيس، ومن بني سالم عبادة بن الصامت ويزيد بن ثعلبة، ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان ومن بني عمرو بن عوف عويمر بن ساعدة، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليهم القرآن، فلما سمعوا قوله عرفوا صدقه فيما كانوا يسمعونه من أهل الكتاب.
ثم قالوا: لقد علمت الذي بين الأوس والخزرج من سفك الدماء، فامكث على اسم الله حتى نرجع إلى قومنا ونذكر لهم شأنك لعل الله أن يصلح على يدك، وتواعدوا الموسم من العام القابل، فرضي النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فمضوا إلى المدينة ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث إلينا رجلا من قبلك يعلمنا ويفقهنا.
فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير، فنزل على أسعد بن زرارة، فجعل يدعو الناس إلى الله سرا، فعلم بهم سعد بن معاذ، فأوعد المسلمين، ثم قال أسعد بن زرارة لسعد بن معاذ وهو ابن خالته: يا ابن خالة اسمع من قول مصعب.
فقال سعد: ما تقول يا مصعب؟ فقرأ عليه: {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة .... }، فأسلم سعد بن معاذ وأسلمت بنو عبد الأشهل فهي أول دار من دور الأنصار أسلمت.
وانتقل مصعب إلى سعد بن معاذ لأن بني النجار اشتدوا عليه، ثم أسلم عمرو بن الجموح وكسر أصنام بني سلمة وعز الإسلام، ورجع مصعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان يدعى المقرئ.
Page 237