...
مباحث في التفسير الموضوعي
Maison d'édition
دار القلم
Édition
الرابعة ١٤٢٦ هـ
Année de publication
٢٠٠٥ م
Genres
رابعًا: البراهين العقلية
ويقصد بها الأساليب القرآنية في إثبات توحيد الله ﷾ والتي تثير المناقشة العقلية، وترتيب النتائج على المقدمات، وتوصل الفكر إلى النتيجة التي لا يملك العاقل إلا التسليم بها والإذعان لها.
فمما أبرزه العلماء في ذلك ما أطلقوا عليه:
أولًا- الأدلة البدهية:
ونجد مثال ذلك في قوله تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ، أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ﴾ [الطور: ٣٥-٣٦] .
فالاحتمالات العقلية التي تشير إليها الآيتان الكريمتان في قضية الخلق ثلاثة احتمالات محددة لا رابع لها، إن الإنسان وما يحيط به من مظاهر الحياة والكون بما فيه السماوات والأرض مخلوقة، فمن الذي خلقها؟
الاحتمال الأول:
أن تكون هذه المخلوقات قد أوجدت نفسها، وهذا احتمال مناقض لبدهيات العقل الإنساني لأنها قبل وجودها لم تكن شيئًا -أي كانت عدمًا- فكيف يوجد العدم موجودًا. إن الموجود لابد له من موجد يوجده من العدم. أما العدم فلا يوجد شيئًا.
فهذا الاحتمال باطل لاصطدامه ببدهيات العقل: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ﴾
1 / 150