Délices de la pensée et méthodes du conseil pour mettre en valeur les trésors des images des merveilles de la création
مباهج الفكر و مناهج العبر في ابراز ودائع الصور من احراز بدائع الفطر
تغذى لفرط الشح والفقر نحوها ... فأخبث به شحًا وأدفع فقرا
وقال أبو نؤاس يصفها:
يا رب غيث من السروب ... حباريات حجلتي ملحوب
يرفلن في برانسٍ قشوب ... من حبر ظوهرن بالتذهيب
فهن أمثال النصارى الشيب ... في يوم عيد ميزر الصليب
القول في طبائع الطاووس
وفي هذا الصنف ألوان وهي الأخضر والأرقط والأبيض، ويوجد في كلها التخيل ولا تعرف هذه الأنواع إلا في بلاد الرانج، وما عداها معروف مألوف، قال أصحاب البحث في طبائع الحيوان: الطاووس في الطير كالفرس في الدواب عزًا وحسنًا غير أن الناس لا يتبركون به ويكرهون كونه في دورهم، وفي طبعه العفة وحب الزهو بنفسه والخيلاء والإعجاب بريشه، وعقده لذنبه كالطاق، لا سيما إذا كانت الأنثى ناظرة إليه، والأنثى تبيض بعد أن يأتي عليها من العمر ثلاث سنين، وكذلك لا يحصل التلوين في ريش الذكر إلا بعد مضي هذه المدة، وهي بمثابة البلوغ للصبي، وفي ذلك الأوان يكمل ريش الذكر، ويتم لونه، والأنثى تبيض مرة واحدة في السنة، اثنتي عشرة بيضة، وأقل، وأكثر، ولا تبيض متتابعًا، ويسفد في أوان الربيع، ويلقى ريشه في أوان الخريف كما تلقى الشجر ورقها فيها، وهو كثير العبث بالأنثى إذا حضنت وربما كسر البيض، ولهذه العلة يحضن بيضه تحت الدجاج، والدجاجة لا تقوى على حضن أكثر من بيضتين منها، وينبغي أن تتعاهد الدجاجة جميع ما تحتاج إليه مخافة أن تقوم فيفسد هو، والفرخ الذي يخرج من حضن الدجاجة قليل الحسن ناقص الخلق صغير الجثة، ومدة الحضن ثلاثون يومًا سواء كان البيض تحت الدجاجة أو تحت أمه، والفرخ يخرج من البيضة كما يخرج الفروج كاسيًا كاسبًا، والطاووس من الطير الذي يبيض بيض الريح، ويقال: إن عبث الطاووس بانثاه أوان حضنها غيرةً منه، أن يخرج من البيض ما يشبهه في حسن ريشه، وبهاء خلقته، وزعم أرسطو أن الطاووس يعمر خمسًا وعشرين سنة وهذا من حكم إلا أن يعينه الاستقراء.
الوصف والتشبيه
قال أبو الفتح كشاجم يرثي طاووسًا في أبيات جاء فيها في وصفه:
وأي عذرٍ لمقلة بعد ال ... طاووس عنها إن لم تفض بدمٍ
رزنته روضة ترق ولم ... أسمع بروضٍ يمشي على قدم
جثل الذنابي كأن سندسه ... سنت عليه موشية العلم
متوجًا حلية حباه بها ... ذو الفطر المعجزات والحكم
كأنه يزدجر منتصبًا ... يبني فيعلي مآثر العجم
طبق أجفانه ويحسر عن ... فصين يستوضحان في الظلم
استدل بالحسن فاستذال له ... ذيلًا من الكبر غير محتشم
ثم مضى مشية. . . العروس ... فمن مستظرف معجب مبتسم
كأنما الازورد لمعة ... ونقط اللازورد بالعتم
ما أحسن الصبر في البلاء وما ... أجمله عصمةً لمعتصم
ولآخر:
طار إلى منزلي فأوطنه ... من الطواويس خير مطرف
من كل وشى عليه متبوع ... مختلف رقمه ومؤتلف
منبسط حائل ومنقبض ... وعاطف طائل ومنعطف
فهو بديع إذا أبصرت به ... أبصرت شيئًا يريد في الكلف
وقال أبو الصلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي يصفه في أبيات:
أبدى لنا الطاووس عن منظرٍ ... لم تر عيني مثله منظرا
متوج المفرق إن لا يكن ... كسرى بن ساسان يكن قيصرا
في كل عضو ذهب مفرع ... في سندس من ريشه أصفرا
نزهة من أبصر في طيها عبرة ... لمن فكر. . . واستبصرا
تبارك الخالق في كل ما ... أبدعه منه وما صورا
وله أيضًا فيه:
أهلًا به لما بدى في مشيه ... يختال في جلل من الخيلاء
كالروضة الغناء أشرف فوقه ... ذنب له كالدوحة الغناء
ناديته لو كان يفهم منطقي ... أو يستطيع إجابةً لندائي
يا رافعًا قوس السماء ولابسًا ... للحسن روض الحزن غب سماء
أيقنت أنك في الطيور ملك ... لما رأيتك منه تحت لواء
القول في طبائع الدجاج
1 / 94