223

Maathir Sultaniyya

المآثر السلطانية

Genres

قدم فرج الله خان طبقا للمقرر إلى أردبيل، وألقى برحله فيها لعدة أيام، واعتنى بشأن نظر على خان شاهسون، الذى كان مفتخرا بحكومة ذلك المكان فى ذلك الوقت، وأدى له لوازم الإعزاز والإكرام. وطالما أن فرسان الشاهسون، الذين يجب طبقا لأمر الهمايون أن يحضروا إلى مكان المعسكر وينسلكوا فى سلك المجاهدين المنصورين، لم يحضروا فى الموعد المقرر، فقد علم أن بناء الأمر يقوم على التعلل، وأن حركات مصطفى خان الطالشى وأفعاله المتعلقة والمرتبطة به والمنسوبة إليه، ليست مرتبطة ومنسوبة مع عادات الطاعة والخضوع. حيث إنه فى تلك الأثناء قد رحل جمعا من معارفه وجيش طالش وسحب أحماله وأثقاله إلى قلعة" جاميش وان" التى تقع على ساحل بحر الخزر وتتصل بسارى بشت ميناء الروس، واستراح. وأرسل ابنه مير حسن خان مع فوج جيش طالش إلى حسين قلى خان الباكويى وهاشم خان الشيروانى وعلى خان الرودبارى ومحمد خان بيكدلى وقت راحتهم، حيث كانوا متوقفين فى حدود" أوجارود"، وعلى حين غرة هجم عليهم، وأثار غبار أنواع الفساد. [ص 213] وقبض على على خان الرودبارى ومحمد خان بيكدلى وأخى هاشم خان الشيروانى، ومن هناك رفع راية العودة إلى ناحية طالش.

وعندما وجد فرج الله خان، الذى كان حتى ذلك الوقت يسلك طريق المواساة وحسن السلوك مع نظر على خان، الإذن بالانصراف من بلاط صاحب زحل السلطانى، بحيث ينجز ما هو صالح للوقت فى الأمور الموكولة إليه، وبسبب مشاهدة هذا الحال والوضع غير سلوكه وتصرفاته معهم. وقبض [فرج الله خان القائد] على نظر على خان وفرج الله خان شاهسون وأرسلهما محبوسين إلى البلاط السلطانى، وأرسل أطراف وجوانب الجيش إلى مصطفى خان وعلى التعاقب أرسله هو أيضا، وسوف يوضح قلم البيان نهاية أحواله عما قريب.

119 - ذكر تحرك النواب ولى العهد إلى ناحية كوكجه وكنجه وأحداث

ذلك الإقليم:

وعلى النحو الذى سبق تدوينه، توجه النواب نائب السلطنة إلى مرج" كلنبر" وتوقف هناك لعدة أيام، وكلف أبا الفتح خان جوانشير ومعه جمع على رأس طوائف ورعايا قراباغ المتصلة بمناطق قبان ومقرى، التى كانت تحت سيطرته، وذلك لكى يستميلهم ويشغلهم بخدمة الدولة الأبدية الاتصال، وانشغل أبو الفتح خان بالخدمة المذكورة، فعين عددا من فرسان شاهسون بيكدلى وذلك من أجل أن يذهبوا إلى مناطق باكويه ويعرفوا خبرا عن روس تلك الحدود وأوضاعهم، ويعرضوها، وحدث فى عرض الطريق وقبل طلوع طليعة النور أن تقابلوا فجأة بفوج من الروس، فقاموا إليهم وقد وجدوا أنفسهم معهم فى ظلمة الليل غرقى، وتحاربوا معهم فى معركة رجولية بالسيف والحربة، وقتلوا جميع الروس، وأحضروا رءوسهم مع دواب العربات إلى بلاط صاحب الفلك، فوجدوا الإنعام والإحسان اللامحدود من الخاقان المستولى على الممالك.

Page 264