83

وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم

فغيرك أولى بالنبي وأقرب ثم اعلم: أن الناس مختلفون في حكم تقدم المشائخ على علي عليه السلام هل هو صواب أم خطأ؟ وكذلك في حكم أبي بكر في فدك، والعوالي؟ فقالت الإمامية، وبعض الزيدية: إنه خطأ يوجب الفسق، وقال بعض الزيدية: هو خطأ قطعي[لمخالفتهم القطعي] ولا يقطع بالفسق؛ لأن التفسيق بالقياس غير معمول به، وإذ لم تفعل الصحابة ذلك تمردا بل لشبهة.

قال الإمام المهدي في (البحر): فلا تمتنع الترضية عنهم لتقدم القطع بإيمانهم.

قال أبو القاسم البستي في كتاب (التحقيق في الإكفار والتفسيق) ولأن الله قال:{لقد رضي الله عن المؤمنين }[الفتح:18] الآية وكان أبو بكر وعمر من المبايعين، ووضعالنبي شماله على يمينه عن عثمان إذ كان غائبا، فكان يقول: شمال النبي خير من يميني؛ ولأن النبي قال: ((لعل الله قد اطلع على أهل بدر، فقال: اذهبوا فقد عفوت عنكم )). ولأنه لم يتواتر عن علي -عليه السلام- وأولاده البراءة منهم، بل قد روي أنه -عليه السلام- قال يوم مات أبو بكر : أليس النبي قد بشرك بالجنة؟

وأنه قال: ما في الأرض من أحب أن يلقى الله بصحيفة مثل صحيفة هذا المسجى، وأنه ترحم عليه، وعلى عمر بعد الموت، وقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر.

Page 173