Mérites des Vertueux
مآثر الأبرار
Genres
قال الراوي: فالتقيناهم فقاتلونا قتالا شديدا، فهزمناهم هزيمة قبيحة، فلما اتصل علمه بعبد الله بن طاهر قامت قيامته، فأنفذ قائد آخر، يقال له: نوح بن حيان في جند كالبحر، فلقيناهم فهزمناهم أقبح من الأولى، فانحاز إلى بعض النواحي، ولم يرجع إلى عبد الله بن طاهر، وكتب إليه يعتذر، وأقسم أنه لا يرجع إليه إلا أن يظفر أو يقتل، فأمر له عبد الله بجيش آخر ضخم، فسار إلينا فلقيناه وقاتلناه، وقد كمن كمينا فقاتلناه [ساعة].
ثم انهزم متطاردا واتبعتهم جنودنا، فلما تفرقنا في طلبه خرج الكمناء على أصحابنا من كل وجه، فانهزمنا، وأفلت محمد بن القاسم، وصار إلى نسا مستترا.
وحكى أبو الفرج في كتابه، رفعه إلى ابن الأزهر أن إبراهيم بن غسان الصوري، صاحب عبد الله بن طاهر قال: دعاني عبد الله بن طاهر يوما، فدخلت فوجدته قاعدا، وإلى جنبه كرسي عليه كتاب مختوم غير معنون، ويده في لحيته يخللها، وكان ذلك من فعله دليلا على غضبه، فتعوذت بالله من شره.
ودنوت منه فقال لي: يا إبراهيم، احذر أن تخالف أمري، فتسلطني على نفسك، فلا أبقي لك باقية، فقلت : أعوذ بالله أن أحتاج في طاعتك إلى هذا الوعيد، وأن أتعرض لشيء من سخطك.
Page 347