Mérites des Vertueux
مآثر الأبرار
Genres
[الرأي في المشائخ الذين تقدموا عليا(ع)]
قال السيد صارم الدين:
وحين رضى رضينا ما ارتضاه لنا
تجرما ورضا منا على الأثر
فرض عنهم كما رضى أبو حسن
أو قف عن السب إما كنت ذاحذر
فللمشائخ حق ليس نجهله
وسابقات وإن جاروا فلا تجر
قاموا مع المصطفى المختار واجتهدوا
وآثروه على الآباء والأسر
وهاجروا الهجرة الغراء واحتملوا
ثقل المتاعب والبأساء في الهجر
وسل حنينا وسل بدرا وسل أحدا
ومؤتة وتبوكا ثم ذا أمر
اعلم أن فضل المشائخ الثلاثة لا يجهله إلا من أعمى الهوى بصره، وأضاع في عدم حمل أعلام الدين على التأويلات المناسبة لسوابقهم عمره، وقد تقدم طرف مما ذكره سباق أئمتنا في حقهم من التصريح بالترضية ولنا بهم أسوة حسنة، إلى الخير مقربة ومدنية، وكفاهم شرفا ما ذكره السيد في هذه الأبيات المفصحات بسوابقهم التي يستحقون بها المثل الأعلى، والفوز في الدارين بالقدح المعلى، وإنما الشأن في معاوية بن أبي سفيان، وأتباعه من أهل البغي والعدوان، فإنهم الذين لم يألوا الإسلام وأهله غشا وعنادا، ولا برحوا أيام حنين وبدر وأحد على الإسلام وأهله سيوفا حدادا، وهذه الثلاثة المواطن مشهورة نطق بذكرها القرآن الكريم، وتواتر أمرها في سنة النبي العظيم، فنشرح ذكرها في هذا المختصر كتعرض لتقويم القويم، وأما مؤتة وتبوكا وذات أمر، فالإشارة إلى طرف من التنبيه عليها لا بأس به لخفاء أمرها عن كثير ممن لا اعتناء له بمطالعة السير.
Page 196