26

Ce qui est permis au poète par nécessité

ما يجوز للشاعر في الضرورة

Chercheur

الدكتور رمضان عبد التواب، الدكتور صلاح الدين الهادي

Maison d'édition

دار العروبة

Lieu d'édition

الكويت - بإشراف دار الفصحى بالقاهرة

فقال مسلم: ما أعلَم كل بيتًا يخلو من سقط، فقال أبو نواس: اذكر شيئًا من ذلك، قال: بل أنشد أنت أيَّ بيت شئت، فأنشده: ذكر الصَّبُوحَ بِسُحْرَةٍ فارتاحا ... وأملَّه ديكُ الصَّباحِ صِياحاَ فقال مسلم: قف عند هذا. لم أمله ديك الصباح، وهو يبشِّره بالصَّبوح، وهو الذي ارتاح إليه؟ فقال أبو نواس: فأنشدني أنت، فأنشده: عاصَى الشبابَ فراحَ غير مفنَّدِ ... وأقام بين عزيمةٍ وتجلُّدِ فقال أبو نواس: ناقضتَ، ذكرت أنه راح، والرواح لا يكون إلاّ بالانتقال من مكان إلى مكان، ثم قالت: وأقام بين عزيمة وتجلد، فجعلته منتقلًا مقيمًا في حال، وهذا منتقض. قال أبو العباس: وكلا البيتين صحيح، ولكن من طلب عيبًا وجده ومن طلب مخرجًا لم يفته.

1 / 123