Ce que font les médecins et les prédicateurs pour repousser le mal de la peste

Marʿī al-Karmī d. 1033 AH
11

Ce que font les médecins et les prédicateurs pour repousser le mal de la peste

ما يفعله الأطباء والداعون بدفع شر الطاعون

Maison d'édition

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

ولعلَّ الجمع بين هذا وبين كلام ابن سينا، أنَّ ذلك يعتبر باختلاف الأمزجة والأبدان، والبلدان، والأزمان، والطبيب الحاذق العارف لا يكاد يوجد في هذا الزمان وإنما الأدعياء. فقد ذكر ابن أبي حاتم عن الإِمام الشافعي ﵀ أنه قال: لم أَرَ لِلوَبَاء أَنْفَع مِن البَنَفْسَج يُدَّهَن بِه، ويُشْرَب (١). وزعم بعضهم أنَّ من تَخَتَم باليَاقُوت، أَو عَلَّقَه عليه أَمِنَ شَرَّ الطَّاعُون! وقال ابن سينا: قِشْرُ الأترج رائحته تصلح فساد الهواء والوباء، وسمن البقر إذا صُبَّ على الطواعين نفع منها، وشَرَاب الحَصْرَم (٢) ينفع من الوباء شربًا. وعن بعضهم يترك على الفحم في زمن الوباء قشور الرمَّان والآس، ويرش عليها الخل. قال السَّمَرْقَنْدي (٣): ويشرب كل غداة حِلابًا من شراب الحماض، أو الأترج، أو النارنج، أو الليمون، أو السفرجل، أو التفاح، أو الرمان

(١) آداب الشافعي لابن أبي حاتم ص ٣٢٧، وأورد الخبر البيهقي في مناقب الشافعي ٢/ ١١٨. (٢) يُسْتخرج من ورق العنب، ويستخدم لعلاج عدة أمراض. انظر: الجامع لمفردات الأدوية لابن البيطار ٢/ ٢٧٧. (٣) هو: محمد بن علي بن عمر أبو حامد نجيب الدِّين السمرقندي، طبيب فاضل بارع، له في الطب تصانيف مشهورة، قتل بمدينة هراة إثر اجتياح التتر عام ٦١٩ هـ. ترجمته في: عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة ص ٤٧٢، والواقي بالوفيات ٤/ ١٨٤، ومعجم المؤلفين ١١/ ٣١.

1 / 44