ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام
ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام
Maison d'édition
دار القاسم
Année de publication
1427 AH
Genres
المقلدين بأقوال متبوعيهم فكما أن العلم بالتواتر ينقسم إلى عام وخاص فيتواتر عند الخاصة مالا يكون معلوماً لغيرهم فضلاً أن يتواتر عندهم، فأهل الحديث لشدة عنايتهم بسنة نبيهم وضبطهم لأقواله وأفعاله وأحواله يعلمون من ذلك علماً لا يشكون فيه مما لا شعور لغيرهم به البتة، فخبر أبي بكر وعمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وابن مسعود ونحوهم يفيد العلم الجازم الذي يلتحق عندهم بقسم الضروريات، وعند الجهمية والمعتزلة وغيرهم من أهل الكلام لا يفيد علماً، وكذلك يعلمون بالضرورة أن رسول الله ﷺ لم يقل ذلك ويعلمون بالضرورة أن نبيهم ﷺ أخبر عن خروج قوم من النار بالشفاعة وعند المعتزلة والخوارج لم يقل ذلك. وبالجملة فهم جازمون بأكثر الأحاديث الصحيحة قاطعون بصحتها عن وغيرهم لا علم عنده بذلك، والمقصود أن هذا القسم من الأخبار يوجب العلم عند جمهور العقلاء انتهى . [شرح القصيدة ٢٢٠/١]
٢٢ - معنى: «غير مكفي»:
أ. قال ابن القيم - رحمه الله .:
وسألت شيخنا عن قوله ((غير مكفي))(١) فقال (المخلوق إذا أنعم عليك بنعمة أمكنك أن تكافيه بالجزاء أو بالثناء، والله - عز وجل- لا يمكن أحداً من العباد أن يكافيه على إنعامه أبدا فإن ذلك الشكر من نعمه أيضا). أو نحو هذا من الكلام. [صيغ الحمد/ ٢٦]
ب - قال ابن القيم - رحمه الله -:
وسمعت شيخنا تقي الدين ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول في معنى هذا الحديث(٢): (المخلوقُ إذا أنعم عليك بنعمة أمكنك أن تكافيه، ونعمه لا تدوم عليك بل لا بد ويقطعها عنك، ويمكنك أن تستغني عنه والله - عز وجل - لا يمكن أن تكافيه على نعمه وإذا أنعم عليك أدام نعمه فإنه هو أغنى وأقنئ ولا يستغنى عنه طرفة عين)، هذا كلامه. [صيغ الحمد / ٣٣]
(١) روى البخاري في صحيحه عن أبي أمامة أن النبي ﷺ كان إذا رفع مائدته قال ((الحمد لله حمداً کثیراً طيباً مباركاً فيه، غير مکفيٌ ولا مودع ولا مستغنى عنه)) .
(٢) حديث البخاري السابق.
43