L'ère pré-islamique
عصر ما قبل الإسلام
Genres
ما للجمال مشيها وئيدا
أجندلا يحملن أم حديدا؟
أم صرفانا تارزا شديدا
أم الرجال قبضا قعودا؟
ودخلت الإبل المدينة، وحدث أن آخر جمل نخس أحد جوالقيه حارس المدينة بمنخسه في يده، فصرخ من في الجوالق، وصاح الحارث «شر في الجوالق»، ولكن الأمر كان قد انقضى؛ إذ أنيخت الإبل، وخرج الرجال من الجوالق، وقام عمرو على باب نفق أعدته الزباء للهروب، ووضع رجاله السلاح في أهل المدينة، وخرجت الزباء تريد النفق، فوجدت عمرا عنده بإرشاد قصير، فعرفت عمرا بصورة كان عملها لها مصور أرسلته خفية إلى الحيرة، فعرفته وأيقنت بالهلاك فآثرت أن تنتحر، فمصت سما كان في خاتمها وقالت: «بيدي لا بيد عمرو.»
هذه هي قصة الزباء رأينا أن نصوغها في أقصر عبارة، وتجد تفصيلها في الأغاني والطبري والمسعودي وغيرها من كتب الأدب والتاريخ، وقد وضعنا بعض العبارات بين قوسين وهي العبارات التي سارت مسير الأمثال، والقصة في مجموعها طريفة والخيال فيها منسجم، ويحاول كثير من المؤرخين أن يقول: إن الزباء هي زينوبيا ملكة تدمر زوجة أذينة ملك تدمر الذي ساعد الرومان في حرب الفرس، وتمكن في أواخر القرن الثالث الميلادي من مطاردة الفرس حتى أسوار المدائن عاصمتهم ، والزباء - لا شك - شخصية خرافية لا تمت بصلة إلى زينوبيا التي ذكرنا في الفصل السابق أنها بعد قتل زوجها أذينة حاولت أن تقيم إمبراطورية شرقية، مقلدة في ذلك كليوبترا، وأنها تمكنت من دخول مصر وإخضاعها فترة، ولكن الرومان لم يمهلوها؛ إذ تغلب عليها القائد أورليان، وقادها أسيرة أمام مركبته الحربية في شوارع رومة سنة 274م.
والآن وقد انتهينا من الكلام عن الدور الخرافي - سنتكلم في الفقرات التالية عن أشهر ملوك الحيرة وأهمهم: (1)
امرؤ القيس بن عمرو. (2)
النعمان الأول. (3)
المنذر الأول. (4)
Page inconnue