L'ère pré-islamique
عصر ما قبل الإسلام
Genres
فارنهيت وهي دون درجة التجمد، وقد سجلها في الحائل أحد العلماء سنة 1893، وتمتاز الأقاليم الوسطى بمناخ صحي بسبب جفاف الجو، وبخاصة عندما يهب نسيم الشمال المنعش، ولكن حرارة الجو تزداد عندما تهب رياح من الجنوب، والجو عند السواحل على وجه العموم أقل حرارة منه في قلب الجزيرة؛ إذ لا يزيد متوسط درجة الحرارة عن 95 °
فارنهيت، وتتمتع عمان بجو معتدل لا تطرف فيه، ولكن منطقة مدين تشتد فيها البرودة في الشتاء لدرجة يسقط معها البرد.
وإذا استثنينا بلاد اليمن التي تقع في منطقة الرياح الموسمية، والتي تنزل أمطارها في شهور الصيف، وبلاد عمان التي يسقط فيها المطر «وفي بعض الأحيان البرد» أمكننا أن نقرر أن بلاد العرب بلاد عديمة الأمطار أو قليلتها، ولا يتجاوز ما يسقط من المطر في عدن وعلى ساحل البحر الأحمر في العام 3 بوصات، وإذا أمطرت السماء في هذه الجهات أمطرت وابلا، ولكنه لا يستمر إلا بضع ساعات، وينزل بعض المطر في قلب الجزيرة وفي المناطق الواقعة إلى الغرب منه في فصل الشتاء، كما تمطر السماء قليلا على هذه الجهات في شهر أغسطس أو سبتمبر، وتقاسي مساحات شاسعة في بلاد العرب وبخاصة في الغرب والجنوب من الجفاف، ولكن ما ينزل من الأمطار على وجه العموم يكفي لأن يجعل الصحراء تزدهر في فصل الربيع، ويساعد الواحات على إنتاج شيء من الزرع، وحظ جبال الحجاز وافر في الغالب من الأمطار، وتمتاز الطائف بأنها تقع عند المرحلة النهائية التي تصل إليها الرياح الموسمية في سيرها شمالا.
وأما الصحراء الجنوبية فربما لا يصيبها الرذاذ ساعة واحدة كل ثلاث أو أربع سنوات.
أما بلاد حضرموت فلا تسقط فيها أمطار؛ لأن شواطئها توازي الرياح الموسمية في هبوبها، والرياح السائدة في شمال بلاد العرب إما شرقية أو غربية، وتحمل الأخيرة منها الأمطار من ناحية البحر الأبيض المتوسط وتجتاز بها فلسطين، وفيما عدا هذه المنطقة تتبادل الرياح الشمالية والرياح الجنوبية الهبوب على بلاد العرب، فأما الجنوبية فتحمل ما تحمل من أمطار في الشتاء، كما تحمل لفحات الحر في الصيف، وأما الشمالية فإنها في الغالب تلطف الجو. (8) نبات بلاد العرب
دلت الأبحاث العلمية التي قام بها علماء النبات في جهات متعددة من بلاد العرب، على أن نباتات بلاد العرب تمت بصلة إلى نباتات أفريقيا أكثر من صلتها بنباتات آسيا الجنوبية.
تنبت في هذه البلاد أنواع مختلفة من التين والتمر الهندي والخرنوب، كما تكثر غابات العرعر في بلاد اليمن وعسير ومدين.
ويزدهر نخيل البلح ازدهارا في كل مكان، وينتج أنواعا من أحسن أنواع البلح في العالم، وتعتبر النخلة ملكة الأشجار العربية، وقد ذكر كتاب العرب القدامى أكثر من 100 صنف من البلح، وتنمو أشجار الأثل في كثير من المناطق الصحراوية، كما تغرس في بعض الأحيان على شكل أسوار حول المزارع لتمنع طغيان الرمال المتحركة من اتلاف الزرع، وفي معظم الواحات تزرع الأعناب والخوخ والبرقوق والرمان والتين.
ويزرع البرتقال والسفرجل في المناطق المرتفعة، والموز في بعض الوديان الصالحة نحو الجنوب.
ومن الحبوب تزرع أنواع عدة أهمها القمح والشعير والذرة والدخن، وفي بعض أقاليم الحجاز يزرع البطيخ، كما يزرع بكثرة في جهات عدة الفجل والخيار والبصل، وتشتهر الطائف وغيرها من الجهات المرتفعة بزراعة الورد الذي يستخرج منه عطر الورد بكميات محدودة، كما تزرع بعض الأزهار ذات الروائح الزكية كالياسمين لنفس الغرض.
Page inconnue