L'ère pré-islamique
عصر ما قبل الإسلام
Genres
ويرجع ازدهار اليمن وخصبها إلى الجبال التي تقع في داخلها، والتي تصد الرياح الموسمية فتسبب الأمطار التي تجعل أرض اليمن تجود بالبن أهم حاصلاتها وبالفاكهة والقمح والأعناب والتوابل.
وليس في بلاد اليمن أنهار مهمة؛ لأن السيول التي تنزل من الجبال قل أن يصل مجراها إلى البحر؛ إذ تتشربها رمال الصحراء المحرقة. (4-2) الحجاز
وسمي حجازا لأنه يفصل ما بين نجد وتهامة، أو لأنه يحجز بين اليمن والشام، وهو سلسلة جبال السراة الممتدة من أقصى اليمن إلى الشام.
وأهم مدن الحجاز مكة والمدينة، وتشتهر الأولى بوجود الكعبة المقدسة فيها، وبأنها مكان ولادة النبي
صلى الله عليه وسلم ، وتشتهر الثانية بأنها موطن هجرته عليه الصلاة والسلام، وبأن ترابها ضم جثمانه الطاهر.
ويرى فريق من المؤرخين أن مكة - وتسمى أيضا بكة - من أقدم مدن العالم، وكانت تعرف عند اليونان باسم مكوربا
Macoraba ، ويميل فريق من المستشرقين إلى الظن بأنها ميشا
Mesha
التي ورد ذكرها في الآية 30 من الإصحاح 10 من سفر التكوين، ويبلغ طول مكة من الشمال إلى الجنوب نحو ميلين وعرضها نحو ميل، وهي مبنية بالحجارة المقطوعة من الجبال المجاورة، وليس في مكة عيون يصلح ماؤها للشرب، وحتى زمزم فإن ماءها يميل إلى الملوحة ويؤذي الذين يكثرون من شربه، ومن أجل ذلك اضطر المكيون إلى خزن مياه الأمطار في أحواض ليستقوا منها، كما حاولوا أن يجروا الماء إليها في قنوات مشيدة، ويروي لنا التاريخ أن الزبير من صحابة النبي عليه السلام أنفق كثيرا في محاولته جلب الماء من جبل عرفات، ولكنه أخفق، والأرض المحيطة بمكة قفر في مجموعها، ولذلك كان المكيون من قديم الزمان يستجلبون الميرة من جهات أخرى، وهذا هو الذي حدا بهاشم زعيم مكة والجد الأكبر للنبي عليه السلام إلى أن يحكم نظام رحلتي الشتاء «إلى اليمن» والصيف «إلى الشام» اللتين ورد ذكرهما في القرآن في سورة قريش، وكان ما تجلبه القوافل من ميرة يوزع مرتين في العام، الأولى في رجب والثانية عند وصول الحجاج، وعدا هذا فقد كان يصل إلى مكة الثمر من بعض المناطق المجاورة، والأعناب من الطائف التي تبعد عنها نحو ستين ميلا، وأهل مكة أغنياء، مصدر غناهم التجارة التي تروج سوقها في موسم الحج.
وسنرجئ الكلام عن الكعبة إلى موضع آخر.
Page inconnue