Qu'est-ce que le cinéma ?
ما هي السينما!: من منظور أندريه بازان
Genres
صورة باريس البطاقات البريدية عند أميلي هي بالضبط الصورة التي سخر منها جاك تاتي بذلك الغموض الكوميدي في فيلم «وقت اللعب» («بلاي تايم»، 1967): كنيسة القلب المقدس التي تسيطر على فيلم جونيه تلمح فقط في فيلم تاتي حينما تنعكس صورتها للحظة على نوافذ المباني الإدارية في الضواحي التي أصبحت المركز الجديد للعاصمة. حي لا دفنس (وهو هدف تاتي الحقيقي) محجوب إلى جهة الغرب من كاميرا أميلي، ولم يكن أحد ليشك أن مشاريع الإسكان الكئيبة، مأوى المهاجرين من حيث الأساس، تقبع مباشرة خلف حي مونمارتر (انظر الصورة العلوية في الجزء الخاص بالتعليق على فيلم «4 أشهر و3 أسابيع ويومان»). الممثل المغربي الكوميدي جمال دبوز الذي يؤدي دور لوسيان المتلعثم ليس تهديدا مطلقا؛ فهو يعشق أميلي، مثل نينو، الذي يؤدي دوره ماثيو كاسوفيتس الذي أخرج فيلم «الكراهية» («هيت»، «لا هاين») في تلك المشروعات عام 1995.
أثار التبييض العرقي للفيلم نقاشا حادا في فرنسا، انضمت إليه «كاييه» بأسلوبها، بتجريد فيلم أميلي من جماليات «الشكل». دائما ما ربطت «كاييه» بين المبادئ الأخلاقية والجماليات، ربما إلى درجة غمر الأولى بعمق في الثانية. في مارس 1959، أعلن لوك موليه على صفحاتها أن «الفضيلة هي لقطة تتبعية» وهو ما تسبب في صدمة الشاب سيرج داني بإدراك مسئوليات السينما.
45
الواقع أن سيرة حياة داني بعنوان «بطاقات بريدية من السينما» تبدأ بفصل بعنوان «اللقطة التتبعية في كابو» حيث ينتقد مخرج الفيلم جيلو بونتيكورفو بشراسة؛ لأنه أعطى الهولوكوست شكلا جماليا باللجوء إلى بناء درامي يصور بإتقان هيئة امرأة صعقت بالكهرباء على سور الأسلاك الشائكة المحيط بمعسكر الاعتقال.
46
الجماليات ليست فلسفة، لكنها فلسفة الفن، وفي عصرنا الحالي، وخصوصا في السينما، يتضمن الفن كل ما هو بشع المنظر. استخدم جونيه مسكرة لتحسين منظر المدينة المدنسة، وبدل مكياج فيلمه، متضمنا، كما أشار الكثيرون، المكياج العرقي لفرنسا.
دائما ما كانت السينما الفرنسية أكثر فتنة وتعقيدا حينما وضعت، مثل كاثرين في «جول وجيم»، مكياجها وحينما أزالته. تشير اللطخات إلى صدع بين الوجه والروح، تتبعته دائما منذ ظهور «الموجة الجديدة» أفلام من قبيل «عاطفة» («باشون»؛ جودار، 1982)، و«أصدقاء وصديقات» («بويفريندز آند جيرلفريندز»، «لا مي دو مون امي»؛ رومير، 1987)، و«نخب أحبائنا» («آنوزامور»؛ بيالا، 1983)، و«المتشردة» («فاجابوند»، «سان توا ني لوي»؛ فاردا، 1985). وبينما «أميلي» (الفيلم وبطلته) وجه صاف، أو ملصق جميل بلا عمق، فإن تلك الأفلام تلتزم بفكرة السينما بوصفها تتابع صور ينفتح على واقع أكبر له مستقبل سياسي محل نزاع، وهو مستقبل يمكن للمشاهدين الذين ينظر بعضهم إلى بعض أثناء خروجهم من دار العرض أن يتخيلوه على نحو أفضل.
تنطبق هذه الفكرة على السينما في كل مكان، حتى لو كان من المناسب لي أن أبرزها من خلال السينما الفرنسية. الامتلاء الذي توفره الأفلام (شيء مميز لمشاهدته) لا يشبع في النهاية بالمظهر ولا بالصورة المزخرفة فنيا، ولكن بالإحساس وعملية الاستكشاف التي تحدث عبر الشاشة وخلالها. فكرة بازان هي إبقاء موضوع الفيلم دائما في مجال الرؤية، حتى وهذا الموضوع يقاوم تقديمه في هيئة صورة. لا يأتي الإعجاب من خلال الحضور المبهر، ولكن من خلال الغياب المتكرر؛ حيث تقودنا الآثار المسجلة لموضوع ما إلى البحث عنه. حركة المشاهد هذه وعلاقتها بما ينظر إليه تستغرق وقتا؛ حيث تتحول الصور المسجلة إلى حدث موجه بدرجة أو أخرى ... دعوني أسمه الحدث السينمائي. ما الذي كان بازان وأنصاره يظنون أنه ضروري لإعداد مثل هذا الحدث، وتجميعه، وتركيبه؟ تستلزم إجابة هذا السؤال أن ننتقل من الصورة السينمائية إلى الفيلم المحرر.
هوامش
الفصل الثاني
Page inconnue