Ce que le Coran indique de ce qui soutient la nouvelle constitution solide avec preuve

Mahmoud Choukri Al-Alusi d. 1342 AH
85

Ce que le Coran indique de ce qui soutient la nouvelle constitution solide avec preuve

ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان

Chercheur

زهير الشاويش

Maison d'édition

المكتب الإسلامي

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٣٩١هـ- ١٩٧١م

Lieu d'édition

لبنان

سُورَة طه قَالَ الله تَعَالَى ﴿تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (٤) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)﴾ [طه: ٤ - ٥] فِي هَذِه الْآيَة إِثْبَات السَّمَاوَات وَإِثْبَات جرم أعظم مِنْهَا وَهُوَ ﴿الْعَرْش﴾ وَقد مر الْكَلَام على ذَلِك ونزيدك بَيَانا فِي ﴿الْعَرْش﴾ فِي هَذَا الْمقَام فَنَقُول: الْعَرْش لُغَة: سَرِير الْملك وَفِي الشَّرْع سَرِير ذُو قَوَائِم لَهُ حَملَة من الْمَلَائِكَة فَوق السَّمَاوَات مثل الْقبَّة وَالدَّلِيل على أَن لَهُ قَوَائِم مَا ورد: "لَا تخَيرُوا بَين الْأَنْبِيَاء فَإِن النَّاس يصعقون وأكون أول من يصعق فَإِذا أَنا بمُوسَى آخذ بقائمة من قَوَائِم الْعَرْش فَلَا أَدْرِي أأفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطّور؟ " (١). وعَلى أَن لَهُ حَملَة من الْمَلَائِكَة قَوْله تَعَالَى ﴿الَّذين يحملون الْعَرْش وَمن حوله يسبحون بِحَمْد رَبهم ويؤمنون بِهِ﴾. وَذهب طَائِفَة من أهل الْكَلَام إِلَى أَنه مستدير من جَمِيع الجوانب مُحِيط بالعالم من كل جِهَة وَهُوَ محدد الْجِهَات وَرُبمَا سموهُ الْفلك الأطلس والفلك التَّاسِع ورده بَعضهم بِمَا ثَبت فِي الشَّرْع من أَن لَهُ قَوَائِم تحمله الْمَلَائِكَة على مَا سَمِعت. وَقد أطنب الإِمَام تَقِيّ الدّين أَحْمد بن تَيْمِية فِي الْمقَالة الأولى من «كتاب الْعَرْش» وَفِي الرَّد على من قَالَ إِنَّه الْفلك التَّاسِع وَنَصه: "إِن لقَائِل أَن يَقُول لم يثبت بِدَلِيل يعْتَمد عَلَيْهِ أَن الْعَرْش فلك من الأفلاك المستديرة الكرية الشكل لَا بِدَلِيل شَرْعِي وَلَا بِدَلِيل عَقْلِي وَإِنَّمَا ذكر هَذَا طَائِفَة من الْمُتَأَخِّرين الَّذين نظرُوا فِي علم الْهَيْئَة وَغَيره من الفلسفة،

(١) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما -ن -.

1 / 93