La Subtilité de la Gestion
Genres
كسرى بتجارة لهم . فلما ساروا ثلاثا جمعهم أنو سفيان فقال : إنا من مسيرنا هذا لعلى خطر ، إنما قدومنا على ملك لم يأذن لنا في القدوم عليه ، وليست بلاده لنا بمتجر . ولكن أيكم يذهب بالعير ، فإن أصيب فنحن براء من دمه ، وإن بغنم فله نصف الربح ؟ فقال غيلان بن سلمة الثقفى (1) : دعونى إذن ، فدخل الوادى يضرب فروع الشجر وهو يقول :
قلو رآني أبو غئيلان إذ حسرت
عنى الأمور إلى أمر له طبق
تقال رعب ورهب تحمعان معا
حب الحياة وهول الفضل والشفق
ما تشفة على مجد ومكرمة
أو أسوة لك فيمن يهلك الورق
ثم قال : أنا صاحبكم . ففحرج بالعير . فلما قدم بلاد كسرى ، وكان أبيض طويلا جعدا ، فتحلق ولبس ثو بين أصفرين وشهر أمره . وقعد بباب كسرى حتى أذن له فدخل ، وبينهما شباك من ذهب . فقال له الترجمان : يقول لك الملك ما آدخلك بلادى بغير إذنى ؟ قال : لست من أهل عداوة لك ، ولم آتك جاسوسا، وإنما حملت تجارة ، فإن أردتها فلك ، وإن كرهتها رددتها . قال : فانه ليتكلم إذ سمع صوت كسرى ففخر ساجدا . فقال الترجمان : يقول لك لملك : ما أسجدك ؟ قال : سمعت صوتا م تفعا حيث لا ترتفع الأصوات فظننته صوت الملك فسجدت . قال : فشكر له ذلك وأعر له يمرفقة (3) توضع تحته ، فرأى عليها صورة فوضعها على رأسه . قال: فاستخفه عند نفسه وقال : إنما بعثنا
Page 72