La Subtilité de la Gestion

Ibn Abd Allah Khatib Iskafi d. 420 AH
206

قلما ورد أبو جعفر على أبي مسلم لم يتلقه ، ولما دخل عليه لم يكرمه ولم ثم إليه ، ولم يأمر له ممنزل ينزله ، ولا أقام له نزلا . فلما انصرف أبو جعفر الى مضربه ، قال مالك بن الهيثم الخزاعى (1) ومعاذ بن مسلم العقيلى لأبى مسلم : أصلح الله الأمير ، ورد عليك أخو إبراهيم الإمام وأخو أمير المؤمنين فلم تلقه ولم تقم إليه ، وعبست في وجهه ولم تقم له نزلا ولا منزلا . فقال لهما : أمسكا عنى، فوالله لو تلقيته بالإ كرام لأخرج كتاب العزل من كمه .

فلما كان فى الليل ، صار مالك بن الهيثم إلى باب مضرب أبى حعفر متنكرا في زى العامة ، فقال لحاجب أبى جعفر : اعلمه أن هذا (الفاسق) معنى أبا مسلم (عزم) على أن يطرقكم (2) فى الليل فيفتش الرحالات(2) ، فإن وجد (عندكم) كتبا مما ينكره ، قتل كل من وجد منكم . فأبلغ الحاجب أبا جعفر ذلك ، ففخجافه أبو جعفر على نفسه فأحرق ، الكتب التى كانت معه الى ولاة الكور كلها . ولم يطرقه أحد ، ثم انصرف أيو جعفر (خائبا ، وكان ولك سبب المباعدة بين أبي جعفر وبين أبي مسلم) .

وحكي أن ذا القرنين ، وهو الإسكندر ، لما قدم أرض العراق لقتال

Page 206