تلقاه ملك الهند فى جمع عظيم ومعه ألف فيل مجففة (1) بالسلاح عليها الرجال وفى خراطيمها السيوف . فالتقوا فكانت الديرة على الإسكندر ، ولم تقف دواب جنده للفيلة وولت منها هاربة . فربع الإسكندر إلى مأمنه ثم أمر صتاعه فاتخذوا له تماثيل للفيلة ، وجعل مرابط خيله في تلك التماثيل حتى ألفتها الخيل . شم أمر باتخاذ ألف تمثال رجل على ألف فرس من يمحاس مجوفة ، ثم ألبسها الدروع وملا أجوافها بالنفط والكبريت . وجرت على العجل فوقفت فى مواضع الوقعة ، وبين كل تمثالين منها حماعة من أصحابه . فلما نشبت الحرب واشتدت، أمر بإشعال النار فى تلك التماثيل فحميت، وانكشف أصحابه عنها . وغشيت الفيلة التماثيل فضربتها مخراطيمها ، فتشيطت خراطيمها واحترقت ، فولت الفيلة راجعة . وكانت الديرة فى ذلك اليوم على ملك الهند .
وحكى أن ملكا من ملوك العرب حارب عدوا له فهزم وخرج هاربا والخيل تكده (2) . فلما أرهقته نثر لها زجاجا ملونا شبيها بالجوهر الأحمر والأخضر والأصفر ، ودنانير صفرا مطلية بالذهب . فتشاغل طالبوه بلقط ما طرح ، ولجأ إلى معقله .
حكى أن أميرا أمر بسبائك صفر فطليت بالذهب، وكانت في خزانته . وأن جنده شغبوا عليه لطلب أرزاقهم . وقد تأخر عنه بعض تدبيره فيهم ، وأبطأت عليه مواده . فلما خاف جنده أخرج إليهم سبائك النحاس المموهة ، وقال لهم : إنا أردنا ضرب هده السبائك دنانير لنقسمها فيكم فأنظرونا ، (فأنظروه) حتى تهيأ له فيهم ما أراد .
Page 17