ليه المهلب : إن من البلاء أن يكون الرأى لمن يملكه لا لمن يبصره . فهذا وجز جواب سمع(1) .
وقال عيسى بن طلحة : سألت ابن عباس عن معاوية فقال : سما لشىء بأمر أسره واستظهر عليه بشيء أعلنه . فحاول ما أسر بما أعلن فناله . واستنفر اليه صاحبه فصعد وهبط وأبقي وترك ، وأتيح له من كفاه مؤونته ولم ينازعه أحد بعد ، وكان حلمه قاهرا لغضبه ، وجوده مستعليا على منعه . يصل ولا يقطع ويجمع ولا يفرق ، فاستقام أمره وجرى إلى مدته .
سأل رجل بعض حكماء بنى أمية : ما كان سبب زوال نعمتكم ؟ فقال : قد قلت فاسمع وإذا سمعت فافهم . إنا قد شغلنا باذتنا عن تفقد ما كان تفقده يلزمنا ، ووثقنا يوزرائنا فآثروا مرافقهم على منافعنا ، وأمضوا أمورا دوننا أخفوا عامها عنا ، وظامت رعيتنا ففسدت نياتهم لنا ، ويئسوا من إنصافنا فتمنوا الراحة لغيرنا ، وخربت معايشهم فخربت بيوت أموالنا ، وتأخر عطاء جندنا فزالت طاعتهم لنا ، واستدعاهم مخالفونا فتظاهروا على أمرنا . وطلبنا اعداءنا فعجزنا عنهم لقلة أنصازنا . وكان أول زوال ملكنا استتار الأخبار عنا .
وقال المنصور يوما : ما كان أحوجنى أن يكون على بابى أربعة نفر
Page 12