Le mystère d'Ishtar : la déesse, l'origine de la religion et du mythe
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Genres
والروح القدس، الحمامة، هو أيضا رمز للحب في اللاهوت المسيحي، لا للحب بمعناه الأرضي والأفروديتي، وإنما للحب البدئي الإلهي الكامن خلف تبديات الكون: «فقبل الخلق والتكوين كان الإله - الثالوث مؤلفا من الإله الأب، والإله الابن الذي هو الكلمة أو اللوغوس قبل أن يتجسد فيما بعد على الأرض، والروح القدس، ومنذ الأزل كان الابن موضع حب الأب ومسرته، وكان الروح القدس (= الحمامة) هو الحب الساري بينهما.»
82
وفي كتاب التوراة تظهر الحمامة كرمز للبشارة الكبرى بالحياة الجديدة فوق كوكب الأرض. فبعد أن هدأ الطوفان الكبير الذي غمر الأرض وقضى على مظاهر الحياة فيها إلا ما حمل نوح معه في السفينة الكبرى، أطلق نوح حمامته لاستطلاع الأرض. فعادت وفي منقارها غصن زيتون أخضر، دلالة على انخفاض مستوى المياه وظهور رءوس الجبال الخضراء.
83
وما تزال حمامة عشتار هذه، التي بشرت بنجاة الحياة فوق الأرض، رمزا للبشارة بنجاة العالم من الحروب وابتداء عصر سلام بين الشعوب يعيد أدوار العهود الأمومية القديمة.
وفي الفلكلور والمعتقد الشعبي الإسلامي، ما زالت حمامة عشتار مقدسة في شكل الحمامة المعروفة باسم «الستيتية» أي: حمامة الست. وهذه الحماة تعامل بكثير من الاحترام والإكرام ويكره صيدها وأكلها. فهي التي عزا إليها كتاب السيرة النبوية حماية الرسول وصاحبه أبي بكر، عندما تواريا عن أنظار المشركين الذين طاردوهما في هجرتهما إلى المدينة، فاختبآ في غار ثور، وجاءت الستيتية فاستقرت عند باب الغار مطمئنة فوق بيضها؛ ما أبعد عن أذهان المشركين، لما وصلوا المكان، فكرة وجود أحد داخله، كما ساعد على إنقاذ المتوارين في الغار، نسيج القدر الذي تعزو نفس المصادر إلى العنكب بناءه فوق مدخل غار ثور.
وأخيرا لا تزال حمامات عشتار جزءا من مملكة السماء في التقاليد الدينية التي تصور الملائكة في هيئة مخلوقات نورانية، تخفق بأجنحة الحمام.
سيدة الشفاء
خلال تجوالها الطويل في البرية بحثا عن الجذور والأعشاب الصالحة للأكل، اكتسبت المرأة معرفة بفصائل الأعشاب وأنواعها وطرق الإفادة منها، ثم قادتها الخبرات في هذا المجال إلى اكتشاف الخواص الشافية لبعض الأعشاب، والخواص السامة المميتة لبعضها الآخر، فاستحلبتها وصنعت منها الأكاسير، مضيفة بذلك نشاطا جديدا إلى نشاطاتها التحويلية الخلاقة، ومتحكمة بسر آخر من أسرار الطبيعة، به تشفي وبه تميت، سر أودعته عشتار الخضراء في نباتاتها ولم تكشف عنه إلا لوكيلاتها على الأرض. إن سيدة الحياة هي من يستعيد المريض إلى الحياة، وسيدة النبات التي أخرجت الحب والمرعى، فجعلته طعاما للبشر والحيوان، هي من وضعت فيه سرا آخر من أسرار الحفاظ على الحياة.
تظهر عشتار البابلية كسيدة للشفاء في التراتيل والصلوات التي تركتها لنا ثقافة بلاد الرافدين، كما نستطيع متابعة هذه الخصيصة لدى معظم تجليات الأم الكبرى في شتى الثقافات. إلا أن إيزيس المصرية تقدم لنا أوضح مثال عن الأم الكبرى الشافية؛ فإيزيس
Page inconnue