Le mystère d'Ishtar : la déesse, l'origine de la religion et du mythe
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Genres
3-9
نجد إله القمر جالسا في الوسط حاملا قرص البدر يحيط به الهلال، وأمامه حيوان مقبل يشير إلى القمر المتزايد ووراءه آخر مدبر يشير إلى القمر المتناقص. إضافة إلى هذه الرموز التشكيلية، فإن الأم القمرية قد صورت أحيانا في هيئة مثلثة، كما هو الحال في الشكل (
7-4 ) الذي يمثل الإلهة الإغريقية أرتميس - هيقات بثلاثة رءوس يلتفت أولها إلى اليمين دلالة القمر المتزايد، والثاني نحو الأمام دلالة القمر التام، والثالث إلى اليسار دلالة القمر المتناقص، ويتعلق بيدها اليسرى كلب الجحيم الضاري واثبا على قائمتيه الخلفيتين. هذا وسوف ندرس مزيدا من الأعمال التشكيلية المعبرة عن ثلاثية الأم القمرية في فصل عشتار السوداء اللاحق.
شكل 3-8: الأطوار الثلاثة للقمر - نقش البابلي.
شكل 3-9: الأطوار الثلاثة للإله سن - ختم بابلي.
وقد يؤدي تثليث سيدة القمر إلى عبادتها في ثلاثة أشكال، كما هو الحال في الأم الكبرى لحضارة السلت «بريجيت». كانت بريجيت أم الآلهة وسيدة الطبيعة، ومن ألقابها «الأم الطيبة». وكانت أيضا أما قمرية تدعى ب «المتألقة » وب «مونا»، وهو الاسم الذي بقي قائما في اللغات الأوروبية للدلالة على القمر. وقد عبدت هذه الإلهة في ثلاث إلهات، اسم كل منهن بريجيت. وفي الفترات المسيحية الأولى اختلطت هذه الإلهة بالسيدة مريم، فدعاها البعض بمريم الغوليين نسبة إلى الغول من سكان فرنسا القدماء، كما دعيت بأم المسيح.
41
وربما كان تثليث الأم الكبرى لجزيرة العرب هو الذي أدى إلى انقسامها إلى ثلاثة من اللات والعزى ومناة، اللواتي كن أعلى آلهة العرب شأنا، وكان اسمهن يذكر أثناء الطواف حول الكعبة. ورغم استقلال كل قبيلة عربية بعبادة واحدة من هذه الإلهات، فإن كل إلهة على حدة كانت تظهر خصائص تثليثية واضحة. ففي كتاب «الأصنام» لابن الكلبي نقرأ عن تثليث الأم العربية الكبرى إن: «العزى قد عبدت مجسمة في ثلاث شجرات من شجر السمار بواد اسمه حراض، وتقول الروايات إن الرسول قد أمر خالد بن الوليد بهدم بيت العزى وقطع سمراتها الثلاث؛ فأتاها فقطع الشجرة الأولى ثم الثانية، وعندما هم بالثالثة خرجت عليه امرأة حبشية عريانة، نافشة شعرها، واضعة يدها على عنقها، تصر بأنيابها، وخلفها سادنها ينشد:
أعزاء شدي شدة لا تكذبي
على خالد ألقي الخمار وشمري
Page inconnue