Le mystère d'Ishtar : la déesse, l'origine de la religion et du mythe
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Genres
ولكن هذه الدارة الفارغة التي رمز إليها الفكر التاوي بدائرة كاملة، قد أنتجت في داخلها القوتين الكونيتين العظيمتين: قوة «يانج» الموجبة، وقوة «ين» السالبة . وراحت أعماقها تضطرب بحركة هاتين القوتين، وتناوبهما الذي نشأت عنه كل الموجودات. وتحولت دائرة التاو الفارغة إلى دائرة اليانج-ين المؤلفة من مساحتين متداخلتين في حالة دورانية (الشكل
5-4 ) وكأنهما سمكتان ملتفتان على بعضهما؛ واحدة بيضاء ترمز لليانج الموجب المذكر، والأخرى سوداء ترمز للين السالب المؤنث. وفي كل مساحة توجد دائرة صغيرة بلون المساحة المقابلة تأخذ شكل العين من السمكة للدلالة على تداخل القوتين، ووجود بذرة كل منهما في الأخرى. ففي كل مظهر من مظاهر الكون المادي والحيوي، هناك مقدار من اليانج ومقدار من الين يتفاعلان دون أن يلغي أحدهما الآخر.
شكل 5-4: دائرة اليانج-ين.
تعود بنا دائرة اليانج-ين إلى شكل الصليب الذي يأخذ الآن معنى جديدا، وهو تقاطع القوتين العظميين في الوجود عند نقطة المحور، وإلى شكل السواستيكا (الصليب المعقوف) الذي يمثل هاتين القوتين في حركتهما الدورانية. إن ذراعي صليب عشتار المعقوف في وضع الحركة ضمن الدائرة، لهما دلالة مشابهة لدلالة اليانج-ين في مدار التاو. فهما النقيضان المولودان عن الدائرة العذراء. وهما ما حدث عنه التصوف الإسلامي بلسان الشيخ عبد الكريم الجيلي إذ قال: «واعلم أن الوجود والعدم متقابلان وفلك الألوهية محيط بهما؛ لأن الألوهية تجمع الضدين من القديم والحديث، والحق والخلق والوجود والعدم، فيظهر فيها الواجب مستحيلا بعد ظهوره واجبا، ويظهر المستحيل واجبا بعد ظهوره فيها مستحيلا.»
15
ولذا فقد كان الصليب المعقوف رمزا لرحلة البوذا الروحية في الفكر الشرقي؛ لأن السعي الروحي نحو المطلق هو خروج من المتناقضات ودخول في الأبدية الكاملة؛ خروج من دورة السالب والموجب ورحيل نحو المدار المنغلق الساكن، أو نحو مركزه الثابت الذي يدور حوله الوجود المتحرك، وحركة السواستيكا التي أظهرت المكان والزمان والعوالم المادية هي التي تحمل العارف بحركتها العكسية إلى ما وراء المكان والزمان والمادة.
شكل 5-5: سواستيكا وماندالا من الفن البوذي.
شكل 5-6: صليب وماندالا من الفن المسيحي.
يظهر الشكل (
5-5 ) وهو عمل تشكيلي من الفن البوذي، «ماندالا» وفي مركزها سواستيكا. أما الشكل (
Page inconnue