Langue, Religion et Traditions dans la Vie de l'Indépendance
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
Genres
وأنا مع هذا أعترف بأن اختلاف الناس في العادات يخلق بينهم ضربا من المباراة في الحياة العقلية والخلقية، ويحض كل فريق على السبق، ويسوقه سوقا إلى ميادين النضال.
هذا حق.
ولكن احذروا خطر الفرقة والشقاق.
إن مهمة المصلح في هذا العصر هي التوفيق بين هاتين الطائفتين، ولعل التوفيق المنشود يمزج بين ما تنافر من التقاليد، فيصل بنا إلى تقاليد جديدة تجمع بين حدة الغرب ورفق الشرق، ويومئذ نشعر بأننا بنينا صرحا من حميد العادات نصون به الاستقلال.
ومن المؤكد أننا خطونا في هذا السبيل بعض الخطوات، فعندنا أساتذة يدرسون في الأزهر وفي الجامعة المصرية، وهؤلاء الأساتذة يوفقون بين العقليتين من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
ومن عجيب المصادفات أن أكثر الذين يؤثرون في طلبة الجامعة في الأصل أزهريون، وأن الأساتذة الذين يؤثرون في طلبة الأزهر أكثرهم جامعيون.
ومن هنا نعرف أن التوفيق بين العقليتين تسوقه الظروف بلا عناء، وأن الأمل في وحدة التقاليد ليس بعيدا إلى الحد الذي توهمناه منذ لحظات.
40
أقول هذا وأنا أعرف أن الأزهر ينفر نفرة شديدة من التقاليد الجديدة.
ولكن أي «أزهر»؟ هو الأزهر الذي يتمثله فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي، الذي يكره أن يقيم الأزهريون أندية رياضية، ويأبى عليهم أن يتبذلوا في ملابس اللاعبين، كما صرح في حديث نشرته جريدة البلاغ.
Page inconnue