Langue, Religion et Traditions dans la Vie de l'Indépendance
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
Genres
وهذا الاقتراح يبدو غريبا لأول وهلة، لأنه يذهب بشيء من جمال الخط العربي، ولكن جمال الخط القديم لن يساوي ما نظفر به من الدقة والتحديد في الخط الجديد.
قد تقولون: إن هذا الاقتراح سيوجب أيضا زيادة الصناديق، وأجيب بأنها زيادة قليلة بالقياس إلى الزيادة المخوفة، التي يرهقنا بها اصطناع الشكل الكامل في الخط القديم.
على أنه لا مفر من التفكير في إصلاح الرسم؛ لأن البدعة التركية في اصطناع الحروف اللاتينية، ستلاحقنا بلا ريب، فإن لم نتدارك الأمر منذ اليوم، فسيكون لشبان الجيل المقبل آراء في استحسان ما صنع الأتراك.
فإن لم تفعلوا - وأرجو أن تفعلوا - فإني أخشى أن يكون مصير الخط العربي مصير أتعس السمكات الثلاث!
12
ولكن كيف السبيل إلى تقريب اللغة العربية من قلوب الناس؟
إن اللغة العربية لا يعرفها أهلها؛ لأن المؤلفات الحديثة خالية من الجاذبية في أكثر الأحوال، والمؤلفات القديمة مهجورة، لا أنصار لها، ولا أشياع، وآية ذلك أن مكتبة الأزهر يندر أن يفد إليها أحد من المطالعين، ومكتبة زكي باشا لم تجد من يقرؤها في قبة الغوري غير جماعة الفيران!
والناشرون في القاهرة لا تعيش مكتباتهم إلا بفضل زبائنهم في مختلف الأقطار العربية، أما الإسكندرية فأمرها عجب، ومن كان يظن أن تلك المدينة العظيمة ليس فيها مكتبة واحدة مصرية تضارع بعض ما فيها من المكتبات الأجنبية؟
وكذلك يقال في بور سعيد وأسيوط وأسوان.
وخلاصة القول: إن اللغة العربية - لغة التأليف - ليس لها في مصر قراء، وهذا عيب يمس كرامة الاستقلال.
Page inconnue