La Langue Arabe Comme Être Vivant
اللغة العربية كائن حي
Genres
إدخال الألف والنون قبل ياء المتكلم في بعض الصفات، كقولهم: روحاني، ونفساني، وباقلاني ونحو ذلك، مما هو مألوف في اللغات الآرية ولا يستحسن في اللسان العربي.
ومن التعبيرات التي اقتبسها العرب من اللغة اليونانية ما لم يكن لهم مندوحة عنها ولا بأس منها: (1)
تركيب الألفاظ مع لا النافية وإدخال أل التعريف عليها، كقولهم: اللانهاية، واللاأدرية، واللاضرورة. (2)
صوغ الاسم من الحروف أو الضمير، مثل قولهم: اللمية، والكيفية، والكمية، والهوية. (3)
نقل الألفاظ من الوصفية إلى الاسمية، كقولهم: المائية، والمنضجة، والخاصة.
ومن هذا القبيل اقتباسهم بعض التعبيرات الفارسية الإدارية، مثل قولهم: «صاحب الشرطة» و«صاحب الستار» وهو تعبير فارسي.
الألفاظ العامة
كل ما ذكرناه من أمثلة نمو اللغة العربية في العصر الإسلامي، إنما هو قاصر على تفرع ألفاظها وتجددها بما اقتضاه الشرع، والعلم، والفلسفة، والإدارة، والسياسة. وهناك تغييرات أخرى نتجت عما طرأ على الآداب الاجتماعية من التغيير، فضلا عن التجارة والصناعة وما اقتضاه كل منها من تنوع الألفاظ العربية أو اقتباس الألفاظ الأجنبية كأسماء الأنغام الموسيقية والألحان وفروعها، عدا ما اقتبسه المسلمون من العادات الأجنبية وما يتبع ذلك من أسماء الملابس والأطعمة والاحتفالات مما تغني شهرته عن إيراده.
وهناك تغييرات أخرى أصابت ألفاظ اللغة بغير داع من الدواعي التي قدمناها، بل هي جرت في ذلك على ناموس الارتقاء العام القاضي على الأحياء بالتجدد والتنوع والتفرع، لأسباب بعضها معلوم وبعضها غير معلوم. والغالب في هذا التنوع أن يكون بالانتقال من معنى كلي إلى معنى جزئي، أو من معنى إلى ما يشبهه أو يتعلق به مما يعبرون عنه بالتوليد، فالألفاظ المولدة هي التي أحدثها المولدون بعد أن دونت اللغة وضبطت ألفاظها في أوائل الإسلام. والألفاظ المولدة أكثر كثيرا مما يظن اللغويون، بل هي تتولد على الدوام بلا انقطاع، وكل ما تقدم ذكره من الألفاظ الإسلامية والإدارية والعلمية والتجارية، إنما هو من قبيل المولد ولكنهم قلما يسمونها مولدة.
وعندهم أن القاموس هو الحكم الفصل في العربي والمولد العامي، فما لا يذكره القاموس بين الألفاظ العربية عدوه عاميا أو مولدا وحظروا استعماله. ولكن القاموس وحده لا يكفي للحكم في ذلك، لأنه لم يتضمن كل ما تناقلته ألسنة البلغاء أو تداولته أقلام الكتاب ولا كل ما نطقت به العرب، وقد فطن إلى ذلك أئمة اللغة في العصر الإسلامي وما بعده ونبهوا إليه؛ قال ابن فارس: «إن لغة العرب لم تنته إلينا بكليتها، وإن الذي جاءنا عن العرب قليل من كثير»، وقال السيوطي: «ومع كثرة ما في «القاموس» من النوادر والشوارد فقد فاته أشياء ظفرت بها في أثناء مطالعتي لكتب اللغة، حتى هممت أن أجمعها في جزء مذيلا عليه.»
Page inconnue