L'Essence de l'Histoire Générale
لب التاريخ العام فيما صدر من غابر الأعوام
Genres
من مكة. وفي سنة عشر وستمائة، في ليلة القدر، أتى سيدنا محمد بالرسالة، ثم أنزل عليه القرآن منجما على حسب الوقائع؛ ليأمر الناس باتباع الدين القويم، وبعد ذلك بثنتي عشرة سنة ثار أهل مكة فأمره الله بالمهاجرة، فهاجر إلى يثرب في سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وهي السنة الثانية والخمسون من عمره تاريخا للهجرة. وفي السنة نفسها حصل خلاف عظيم أفضى إلى النزال والقتال فصارت أصحابه
صلى الله عليه وسلم
تقاتل كل من خالفه، إلى أن دخل في مكة والنصر يقدمه في سنة ثلاثين وستمائة، وخضعت له أغلب قبائل العرب وأتوا له مذعنين.
الخلفاء
لما انتقل النبي
صلى الله عليه وسلم
من دار الفناء إلى دار البقاء في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، تولى الخلافة سيدنا أبو بكر ثم سيدنا عمر ثم سيدنا عثمان ثم سيدنا علي، وكانت العرب تطيع كل خليفة كما كانت تطيع النبي
صلى الله عليه وسلم ، وكان الخليفة إماما وقائدا، وكانت مدة الأربعة الخلفاء من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة إلى سنة إحدى وستين وستمائة، وفي مدة خلافتهم فتحوا بلادا عديدة في مدة قليلة تدهش اللب، ووسعوا دائرة الإسلام ورفعوا أعلامه ووطدوا دعائمه.
فتوحات الإسلام
كان يوجد جملة كتائب إسلامية، فكل كتيبة متى وصلت أية جهة خضعت لها أهلها وأتوا لها مذعنين؛ إذ إن كل مسلم كان يذهب إلى القتال وهو منشرح الصدر، يدافع بقلبه وقالبه راغبا في ذلك؛ لأنه متيقن أن كل من جاهد في سبيل الله ومات مات شهيدا، فكان ينزل إلى الهيجاء كأسد ضار لا يرهب الموت ولا يخشى بوادره؛ فلذلك فتحت المجاهدون جملة بلاد، ففتحوا بلاد الشام في سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وديار مصر في سنة أربعين وستمائة التي كانت تابعة لإمبراطور القسطنطينية، وفتحوا مملكة الفرس في سنة اثنتين وأربعين وستمائة، وأقامت الخلفاء إذ ذاك في دمشق ببلاد الشام في سنة إحدى وستين وستمائة.
Page inconnue