Lubb Masun
اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان
Genres
والعقلي تشبيه العلم بالنور في الاهتداء ومثال المركب الحسي قوله: وقد لاح بالفخر الثريا كما ترى كعنقود ملاحية حين نورا فالوجه هنا الهيئة الحاصلة من تقارن الصور البيض المستديرات الصغار المقادير في رأي العين فنظر إلى عدة أشياء وقصد إلى الهيئة الحاصلة منها. والعقلي كقوله تعالى -مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا -الوجه حرمان الانتفاع بأبلغ نافع مع تحمل التعب في أصطحابه وهو أمر عقلي مأخوذ من أمور متعددة لأنه روعي من جهة الحمار فعل مخصوص وهو الحمل ومحمول مخصوص وهو الأسفار المشتملة على العلوم وكون الحمار جاهلا بما فيها وكذلك روعي من جهة المشبه أيضا فعل مخصوص وهو الحمل للتوراة لأنها بأيديهم ومحمول مخصوص وهو التوراة المشتملة على العلوم وكون اليهود جاهلين بما فيها حقيقة أو حكما لعدم عملهم بمقتضاها. ومثال المتعدد الحسي تشبيه فاكهة بأخرى في اللون والطعم والرائحة والعقلي تشبيه رجل بآخر في العلم والحلم والحياء. ومثال المتعدد المختلف حسن الطلعة وكمال الشرف في تشبيه رجل بالشمس ثم وجه الشبه يكون مأخوذا من التضاد فينزل منزلة التناسب فيشبه الشيء بما قام به معنى مضاد لما قام بذلك المشبه وذلك إذا كان القصد التهكم أي الاستهزاء بالمشبه أو التلميح أي جعل الكلام مليحا متسظرفا كتشبيه البخيل بحاتم فإن كان القصد السخرية فالأول أو الانبساط مع المخاطب فالثاني فالتلميح هنا بتقديم الميم خلاف ما يأتي في البديع فإنه بتقديم اللام.
قال: فصل في أداة التشبيه وغايته وأقسامه
أداته كاف كأن مثل = وكل ما ضاهاه ثم الأصل
Page 85