النوع الأول: أن يكون في آخره ألف مقصورة زائدة عنه ، نحو: حبلى ، وسكرى ، وصغرى ، وكبرى ، بغير تنوين؛ لأنها مما لا ينصرف فلا تنصرف.
ولا فرق بين أن تكون الألف فيه أصلية أو منقبلة ؛ إما عن الواو ، نحو : عصا ، وقفا ، وإما عن الياء ، نحو : رحى وهدى ، و[ حبلى] (33) ، ولكن لا يدخل هذا التنوين ؛ لأنه غير منصرف.
واعلم أن كلا هذين الضربين يكون على حالة واحدة في الرفع
والنصب والجر ، تقول: هذه حبلى وعصا ، ورأيت حبلى وعصا ، ومررت بحبلى وعصا ، فالمثل(34) معربات بحركات مقدرة في آخرها ، إلا أن الآخر على لفظ واحد ، قال الله تعالى: } يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا { (35) ، الأول في موضع الرفع مرفوع ، والثاني في موضع الجر مجرور ولفظهما واحد .
النوع الثاني: أن يكون في آخره ياء قبلها كسرة ، كالقاضي والرازي ، فإنه يكون كالمنقوص في حال الرفع والجر ، بمعنى أنه مقدر في الرفع والجر ، ويكون منصوبا لفظا في الحال تقول : جاء القاضي ، ومررت بالقاضي ، ورأيت القاضي ، بفتح الياء ، قال الله تعالى: } يا قومنا أجيبوا داعي الله {(36).
واعلم أنه إذا كانت الياء والواو مشددة أو قبلها ساكن أعرب ، تقول: هذا صبي وعدو ، ورأيت صبيا وعدوا ، ومررت بصبي وعدو . وتقول : هذا ظبي ودلو ، ورأيت ظبيا ودلوا ، ومررت بظبي ودلو .
النوع الثالث : أن يكون آخره ألفا أو ياء أو واوا ، وذلك خاص بالأفعال المستقبلة(37)، نحو : يخشى ويرمي ويدعو ، فأما ( يخشى ) فهو على حالة واحدة في حالة الرفع والنصب ، نحو : هو يخشى ويرضى ، ولن يخشى ، ولن (38) يرضى ، وأما في حالة الجزم فتحذف الألف ، تقول : لم يخش ، ولم يرض ، وأما قولك : يرمي ، ويدعو فيكون ساكنا في الرفع ، نحو : هو يرمي ويدعو ، ومنصوبا في النصب : لن يرمي ولن يدعو ، ومحذوفا في الجزم نحو : لم يرم ، ولم يدع .
فصل في الاسم المنصرف وغير المنصرف
فأما الاسم المنصرف فهو ما تدخل عليه الحركات الثلاث مع التنوين ، وأما غير المنصرف فهو ما لا يدخله جر ولا تنوين(39) ، ويكون في موضع الجر مفتوحا ، وموانع الصرف تسع ، نظمها الشاعر في قوله :
جمع ونعت(40) وتأنيث ومعرفة
وعجمة ثم عدل ثم تركيب
والنون زائدة من قبلها(41) ألف
Page 12