النقد الأدبي ومدارسه الحديثة
النقد الأدبي ومدارسه الحديثة
Maison d'édition
دار الثقافة-بيروت
Numéro d'édition
الأولى
Lieu d'édition
لبنان
Genres
الذي تصديت لبحثه آنفًا " وقوله: " أولًا، وعلى كل حال، يمكننا أن نقف برهة لنفحص ... " (وهذه الجمل لثلاث وردت كلها في صفحة واحدة) . وكقوله: " ومهما يكن من أمر، لنعد إلى القصة حيث تركناها " (وهذا شيء مألوف من الملخص) وقوله: " لنمسك بالقصة من بدايتها " وهكذا. وكثيرًا ما تصبح تبسيطاته سوقية وتنحدر تفسيراته إلى حضيض الابتذال. ويفقد كتاب " قلعة أكسل "، كما ذكر مالكولم كولي، كثيرًا من قيمته لأن ولسن يخلط بين الرمزية كأسلوب أدبي، والرمزية كطريقة في الحياة، ويعتبرها شيئًا واحدًا. وقد أدى به ذلك في الخاتمة، إلى عاقبة وخيمة، فتردى في هوة الأسفاف بقوله: إن الكتاب الذين تولى دراسة آثارهم، قد اختاروا بوجه عام طريق أكسل، فتعهدوا أوهامهم الذاتية، عوضًا عن العيش في العالم الواقعي، بينما كان جل ما يستطيع أن يقوله فيهم، هو أن كتاباتهم غامضة، كما يتضح من مثال ييتس على الأقل. (ويتجلى هذا التبسيط المسرف وهذه السفسطة المحيرة ذات الوجهين بصورة خاصة في كتابه " إلى محطة فنلندة " الذي ترى فيه أحيانًا شيئًا من طبيعة كتاب " البواتق " أو كتاب " صائدو المكروب " حتى ليوحي لك بأن من الممكن أن تسميه " الرجال الذين صنعوا ماركسيتنا "، وأن يباع من ثمة إلى " الرابطة الأدبية الصغرى (١) " Junior Literary Guild. ولعل النقد الأول الذي يمكن أن يوجه إلى كتاب " قلعة أكسل " مثلًا، أنه على الرغم من أن الغاية منه كانت الهجوم على أدباء مدرسة ما بعد الرمزية باعتبار أنها نهاية أدبية فانية، ثم التخلص منهم في الفصل الأخير في سبيل البلوغ إلى كتابة اجتماعية جديدة ملتزمة، فإن نغمته كانت تنضح بالاستحسان حتى أنها كانت " المرشد " إلى فهم أولئك الأدباء، أي كانت عملية
(١) أحد نوادي القراءة في أميركة. وكان يوزع الكتب البسطة في مختلف الموضوعات على أعضاء، لقاء اشتراك سنوي.
1 / 46