وظل يقولها، ولا يقول شيئا غيرها. يا رب. يارب. وربتت كتفه يد فاستدار ليجد أباه يسأله: خير يا عباس؟
وارتمى عباس بين أحضان أبيه باكيا يقول: ادع لها الله يا أبي، إنها بين يدي الله.
واحتوى الشيخ ابنه في حنان، وفجأة ارتفع صراخ الطفل الوليد، فاندفع عباس إلى الحجرة وسأل الطبيب الذي كان ممسكا بالطفل: وهي؟ هي؟
وقال الطبيب: ربنا معها.
وركع عباس إلى جانب سرير زوجته وسمعها تهمس: أريده مؤمنا يا عباس.
وقال عباس في ثقة وهدوء: سيكون.
وأشرق وجه ليلى وهي تسمع هذه النغمة الجديدة من الوثوق في صوت زوجها، وأحست أنها بلغت أقصى آمالها، وقالت في راحة: الحمد لله.
وظل عباس بجانب زوجته ممسكا بيدها صامتا، وراح الطبيب يبذل كل ما يستطيع لإنقاذها.
ولكن الله قد هيأ لها مكانا في جواره.
وعند الفجر كانت ليلى قد صعدت إلى السماء، ورنا عباس إلى وجهها، وقال صامتا في حب والدموع تنهمر على وجهه: إذن فهو كما قلت يا ليلى، لقاء هناك، في السماء.
Page inconnue