لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات
Genres
(ولله ميراث السموات والأرض) ثم ذكر أنه (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا) من أنفق وقاتل من قبل الفتح لا يستوي مع من أنفق وقاتل بعده لكثرة الأعداد وقِلة الغنائم لن يستووا، الذي ينفق من بعد النصر حاصل وفيها احتمال غنائم وفيها فائدة. (وكلًا وعد الله الحسنى) كل هؤلاء على سبيل الاستغراق كل من أنفق وقاتل قبل الفتح وبعده بلا استثناء داخلون في وعد الله تعالى بالحسنى والحسنى حاصلة لكن الدرجات في هذه الحسنى تختلف. لم يستثني منهم أحدًا كلُ من أنفق وقاتل قبل الفتح أو بعده كلهم داخلون في هذا الوعد، في الحسنى لم يستثني منهم أحدًا. لكن الذين أنفقوا من قبل وقاتلوا أعظم وأرفع درجة. الخطاب في الآية للمؤمنين (لَا يَسْتَوِي مِنكُم) (وما لكم ألا تنفقوا) أي كيف لا تنفقون مع أن دواعي الإنفاق كثيرة؟ هذا أسلوب استفهام غرضه التعجب كيف لا ينفق أحدهم وهم يعلم أن هذه الأموال ستؤول إلى الله تعالى؟! فلماذا لا ينفق فينال الأجر؟ أمر عجيب أن لا ينفق قبل أن تؤول إلى الله تعالى رغمًا عنه؟! كلمة الميراث هنا هو الذي يأتي بعد زوال المالِك الأول وتوزيع الإرث يكون بعد الموت. كلهم ميتون وليس ميراثكم أنتم فقط سيؤول إلى الله تعالى وإنما ميراث السموات والأرض كله لله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (٤٠) مريم)
سؤال من المقدم: قال تعالى (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) باستعمال (أن) وقبلها قال تعالى (وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) بدون (أن) فما الفرق؟
1 / 188