Pourquoi les musulmans sont-ils en retard et pourquoi les autres progressent-ils ?
لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟
Genres
ولما كانت هذه المجموعة قد نشرت وتوزعت اكتفينا منها بلمحة دالة في هذه الرسالة؛ سائلين الله أن يوفق كلا من الدولتين العزيزتين: المصرية، والسعودية، إلى إتمام هذه الإصلاحات الجليلة بحذافيرها، فإن الإصلاح واجب في كل مكان، فكيف البقاع المقدسة؟!
هوامش
خلاصة الجواب
أن المسلمين ينهضون بمثل ما نهض غيرهم
بقلم شكيب أرسلان
لوزان 11 نوفمبر سنة 1930
إن الواجب على المسلمين - لينهضوا ويتقدموا ويتعرجوا في مصاعد المجد، ويترقوا كما ترقى غيرهم من الأمم - هو الجهاد بالمال والنفس الذي أمر به الله في قرآنه مرارا عديدة، وهو ما يسمونه اليوم (بالتضحية).
فلن يتم للمسلمين ولا لأمة من الأمم نجاح ولا رقي إلا بالتضحية، وربما كان الشيخ محمد بسيوني عمران أو غيره من السائلين عن رأينا في هذا الموضوع قد ظن أني سأجيبه أن مفتاح الرقي هو قراءة نظريات (أينشتين) في النسبية مثلا، أو درس أشعة (رونتجين)، أو ميكروبات (باستور)، أو التعويل في اللاسلكي على التموجات الصغيرة أكثر من الكبيرة، أو درس اختراعات (أديسون)، وأن سبب حادثة المنطاد الإنكليزي الذي سقط أخيرا واحترق هو كونه لم ينفخ بالهليوم وإنما بالهيدروجين، والحال في الهيدروجين - وإن كان أخف في الوزن - قابل للاشتعال، وإنه لا خوف من اشتعال الهليوم - وإن كان أثقل شيئا من الهيدروجين - وما أشبه ذلك.
والحقيقة أن هذه الأمور إنما هي فروع لا أصول، وإنها نتائج لا مقدمات، وإن (التضحية) أو الجهاد بالمال والنفس هو العلم الأعلى الذي يهتف بالعلوم كلها، فإذا تعلمت الأمة هذا العلم وعملت به دانت لها سائر العلوم والمعارف، ودنت منها جميع القطوف والمجاني.
وليس بضروري أن يكون صاحب الحاجة عالما بعملها حتى يكون عالما بالاحتياج إليها.
Page inconnue